(( عالم عجيب)) على البسيط
فاحت بعصر الخنا والذل أشعاري
عزماً وأنوارها من خير أنوارِ
مهما بدا الحزن مقرونا بقافيةِ
فلن يُركَّع عصر الظلم أفكاري
عصرٌ عجيبٌ غريبٌ لا خلاق له
يهوى الطغاة ويهوى كل سِمسَارِ
وليس ينصر مظلوما به أحدٌ
أو يَسلم الجار فيه من أذى الجارِ
عرى الأخوة قد صارت مُفككة
فلا وفاء بها أو روح إيثارِ
عصرٌ غدا كل يومٍ فيه يفزعنا
من هول ما فيه من ضيمٍ وأخبارِ
لا يطلع الفجر فيه دون أتربة
وليله صار يأتي دون أقمارِ
في كل قطرٍ غدا حكام أمتنا
في حالةٍ صار منها دمعنا جاري
يامن تغر له الدنيا بزخرفها
والموت في كل يومٍ نحوه ساري
هلّا تذكَّرت أو ساءلت عن أممٍ
وعن نهاية فُجَّارٍ وأخيارِ
من ذا الذي قد مضى منهم برغبته
فساعة الموت تأتي دون إشعارِ
من ذا الذي قد مضى منهم بحوزته
عند المنية حتى ربع دينارِ
آجال كل الورى في اللوح قد كُتبت
وكل رزقٍ وأعمارٍ وأقدارٍ
ما أعجز المال والسلطان قوته
والطب أمهره في كل أمصارِ
مشيئة الله رغم الكل نافذة
ولم تزل تلك فينا سنة الباري
حذارِ يا غافلا من نار خالقنا
فإن جسمك لا يقوى على النارِ
بأي ثوبٍ ستأتي كي تقابله
في ثوب طهرٍ تُرى أم ثوب أوزارِ
للنفس حاسب تفز دنيا وآخرة
وراقب الله في حِلٍ وأسفارِ
رضيت بالله رباً لا شريك له
ما أعظم الذكر للمولى بأسحارِ
نور الإله بقلبي زادني ألقا
ولم يزل نحو ما يرضيه إصراري
ربٌ عليمٌ عظيمٌ لا مثيل له
وخير منتقمٍ بل خير غفارِ
إليه يرجع أمر الخلق كلهم
وكل شيءٍ لدى المولى بمقدارِ
((عبده هريش 21/2/2019))