#الجزء_الثالث_والثلاثون
🍂 #رواية_اليتيمة_سنوهويت 🍂
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب .... مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂#عودة_جون 🍂
عدت إلى البيت متأخرة بعد أن ودعت جاك بابتسامة رغما عني أرغب أن لا ينتهي لقاءنا الأخير بدمعة وكأنني أسخر من الحياة لسخريتها لنا ......أخبرته أن يفعل مثلي ويفكر بمنطقي حتى لانترك لها الفرصة أكثر لتضحك على غباءنا حين صدقنا أنها ستوفر لنا الأمان وتحافظ على استمرارية حبنا.
تسللت تحت غطائي الدافىء وقبل أن أغمض عيناي أخذت صورة أبي لأطمأنه أني مشيت على دربه وأذعنت لأمره ودمعة مالحة تنحدر على خذي .....قبلته واستسلمت للنوم فقد كنت متعبة وماعدت أستحمل كثرة التفكير فطريقي أصبح واضحا لقد رسم نفسه بنفسه .....ولن أندم على حب ألتهم تلابيب قلبي بل سأحيا على ذكراه وعطره سيظل ملازمي مهما أخذت مني الأيام.
سأعيش كامرأة وذكرياتها مستقرة بداخلها ستوجعني وهي متغلغلة في أعماقي ....وأكيد سأمضي والسنوات معي محملة بثقلها لكن لن أنحني وأتنكر لها وهي مني......فما اكتمل حب ولا حلم بحكم القدر هو ناموس الحياة الذي نمشي عليه.
استيقظت صباحا على جلبة بالبيت لا أعرف سببها قمت من السرير مذعورة غسلت وجهي بسرعة ....لم أنتهي من لبس ملابسي حتى سمعت طرقا على الباب فتحت لأجد جون أمامي .
لم أشعر إلا وقد ألقيت نفسي بين أحضانه أبكي دون توقف وهو يهدأني بكل حنان وحب لقد حضر في الوقت المناسب .....جون هو من اختير لي الآن وعلي الرضا بالأمر الواقع ، سأكمل معه دربي دون تأنيب للضمير .....فما عاد لي أن أطمع أكثر حتى تتحقق كل أمنياتي لأنها تبقى من المستحيلات وإلا ما كانت ستسمى كذلك حتى نظل نتوق إليها دون توقف......فكم هي كثيرة أحلامنا التي اختبأت في مكانها دون أن تتحرك مركونة على الرف تراقبنا بسخرية لنعيش على ذكراها إلى أن نودعها وما تحقق منها إلا بعضها.
هي الحياة لن تقدم لي كل شيء أرغبه في طبق من ذهب يكفي أنها منحنتني شخصا يحبني حتى الثمالة وسيضحي ويتنازل عن بعض من كرامته ليتزوجني وهو متأكد أني أحببت غيره .....جون سأعتبره ذلك الصرح والأمان ضد كل ما سيواجهني، وسيكون لي سندا طول مشواري فليس لي القدرة على الاستمرار بمفردي .
نزلنا للأسفل لأجد الكل على مائدة الإفطار مجتمعون أمي وصوفي وأيضا أخي وليفيا ....انضممنا إليهم وعيونهم محدقة بي فقد عاشوا قصتي من بدايتها وأدركوا كم عانيت وأنا أعيش كل فصولها المتقلبة إلى أن استقررت عند خريفها ! أخبرتهم مغتمنة تجمعنا أني قد قررت الزواج من جون لأجعل حدا لمتاهتي فلا أرغب في تخريب أسرة وتعذيب حياة طفلة إلى الأبد.
ألفريدو : هذه هي سنوهويت التي كنت أعرف اختي الجميلة صاحبة المبادىء السامية .....هنيئا لك بها جون فلن تجد أفضل منها .
جون : صدقت ألفريدو لو فتشت كل بقاع العالم لما وجدت مثل قلب حبيبتي كله حب وتضحية وحنان.
ليفيا : سعيدة حبيبتي بقرارك أكيد سيرتاح الآن ضميرك ...ما أرجوه ان تعيشي حياة سعيدة في ظل أسرة متحابة.
ماما : أخيرا ابنتي توصلت إلى القرار الصائب ....تأكدي ان أبوك سيكون مرتاحا الآن في قبره وأنت قد عملت بمبادئه هذا أمله فيك .
أما خالتي صوفي فقد حضنتني إليها وهي تعلم أن قلبي ينفطر بكاء ولا أحد يدري به الآن .... تناولنا فطورنا في جو يسوده الفرح والطمأنينة أحاول أن أبدي ابتسامة على وجهي حتى لايشك أحدا في سعادتي ....فقد تعلمت من الحياة أن أبيع ابتساماتي لغيري رغم آلامي وحزني وأن أمنح الكل حبا وأملا رغم أن آمالي قد أحبطت ربما لأني ما خلقت سوى لأكون كشمعة مضيئة ليستنير بها غيري .
طلب مني جون أن آخذ عطلة هذا الأسبوع قصد إجراء مراسيم الزواج والسفر إلى مكان لتغيير الجو واستعادة نفسي المجروحة .....لم أمانع فما عادت لي رغبة في العمل بعد أن رفع الحب طاولته من أمامي أصبح كل شيء حوالي يبدو سخيفا لايستحق .....ليس أمامي سوى الإذعان لكل شيء يعرض علي فما بقي لي اختيار بعد أن اغتيل حبي وهو في عنفوان ربيعه .
سأحيا الآن كامرأة جليسها لن يكون إلا ماضيها عند خلوتها التي سأوثرها على كل شيء .....لن أمل منه بل ستيسمر حاضري به وأنا أتفقده كل حين وحين لأستمد منه قوتي......أعرف اني الآن قد أدركت فصل خريفي رغم أني مازلت في عنفوان ربيعي ولبست رداءه رغما عني بداخلي ، وإن كنت اكتسي أجمل الحلل .
🍂 #رواية_اليتيمة_سنوهويت 🍂
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب .... مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂#عودة_جون 🍂
عدت إلى البيت متأخرة بعد أن ودعت جاك بابتسامة رغما عني أرغب أن لا ينتهي لقاءنا الأخير بدمعة وكأنني أسخر من الحياة لسخريتها لنا ......أخبرته أن يفعل مثلي ويفكر بمنطقي حتى لانترك لها الفرصة أكثر لتضحك على غباءنا حين صدقنا أنها ستوفر لنا الأمان وتحافظ على استمرارية حبنا.
تسللت تحت غطائي الدافىء وقبل أن أغمض عيناي أخذت صورة أبي لأطمأنه أني مشيت على دربه وأذعنت لأمره ودمعة مالحة تنحدر على خذي .....قبلته واستسلمت للنوم فقد كنت متعبة وماعدت أستحمل كثرة التفكير فطريقي أصبح واضحا لقد رسم نفسه بنفسه .....ولن أندم على حب ألتهم تلابيب قلبي بل سأحيا على ذكراه وعطره سيظل ملازمي مهما أخذت مني الأيام.
سأعيش كامرأة وذكرياتها مستقرة بداخلها ستوجعني وهي متغلغلة في أعماقي ....وأكيد سأمضي والسنوات معي محملة بثقلها لكن لن أنحني وأتنكر لها وهي مني......فما اكتمل حب ولا حلم بحكم القدر هو ناموس الحياة الذي نمشي عليه.
استيقظت صباحا على جلبة بالبيت لا أعرف سببها قمت من السرير مذعورة غسلت وجهي بسرعة ....لم أنتهي من لبس ملابسي حتى سمعت طرقا على الباب فتحت لأجد جون أمامي .
لم أشعر إلا وقد ألقيت نفسي بين أحضانه أبكي دون توقف وهو يهدأني بكل حنان وحب لقد حضر في الوقت المناسب .....جون هو من اختير لي الآن وعلي الرضا بالأمر الواقع ، سأكمل معه دربي دون تأنيب للضمير .....فما عاد لي أن أطمع أكثر حتى تتحقق كل أمنياتي لأنها تبقى من المستحيلات وإلا ما كانت ستسمى كذلك حتى نظل نتوق إليها دون توقف......فكم هي كثيرة أحلامنا التي اختبأت في مكانها دون أن تتحرك مركونة على الرف تراقبنا بسخرية لنعيش على ذكراها إلى أن نودعها وما تحقق منها إلا بعضها.
هي الحياة لن تقدم لي كل شيء أرغبه في طبق من ذهب يكفي أنها منحنتني شخصا يحبني حتى الثمالة وسيضحي ويتنازل عن بعض من كرامته ليتزوجني وهو متأكد أني أحببت غيره .....جون سأعتبره ذلك الصرح والأمان ضد كل ما سيواجهني، وسيكون لي سندا طول مشواري فليس لي القدرة على الاستمرار بمفردي .
نزلنا للأسفل لأجد الكل على مائدة الإفطار مجتمعون أمي وصوفي وأيضا أخي وليفيا ....انضممنا إليهم وعيونهم محدقة بي فقد عاشوا قصتي من بدايتها وأدركوا كم عانيت وأنا أعيش كل فصولها المتقلبة إلى أن استقررت عند خريفها ! أخبرتهم مغتمنة تجمعنا أني قد قررت الزواج من جون لأجعل حدا لمتاهتي فلا أرغب في تخريب أسرة وتعذيب حياة طفلة إلى الأبد.
ألفريدو : هذه هي سنوهويت التي كنت أعرف اختي الجميلة صاحبة المبادىء السامية .....هنيئا لك بها جون فلن تجد أفضل منها .
جون : صدقت ألفريدو لو فتشت كل بقاع العالم لما وجدت مثل قلب حبيبتي كله حب وتضحية وحنان.
ليفيا : سعيدة حبيبتي بقرارك أكيد سيرتاح الآن ضميرك ...ما أرجوه ان تعيشي حياة سعيدة في ظل أسرة متحابة.
ماما : أخيرا ابنتي توصلت إلى القرار الصائب ....تأكدي ان أبوك سيكون مرتاحا الآن في قبره وأنت قد عملت بمبادئه هذا أمله فيك .
أما خالتي صوفي فقد حضنتني إليها وهي تعلم أن قلبي ينفطر بكاء ولا أحد يدري به الآن .... تناولنا فطورنا في جو يسوده الفرح والطمأنينة أحاول أن أبدي ابتسامة على وجهي حتى لايشك أحدا في سعادتي ....فقد تعلمت من الحياة أن أبيع ابتساماتي لغيري رغم آلامي وحزني وأن أمنح الكل حبا وأملا رغم أن آمالي قد أحبطت ربما لأني ما خلقت سوى لأكون كشمعة مضيئة ليستنير بها غيري .
طلب مني جون أن آخذ عطلة هذا الأسبوع قصد إجراء مراسيم الزواج والسفر إلى مكان لتغيير الجو واستعادة نفسي المجروحة .....لم أمانع فما عادت لي رغبة في العمل بعد أن رفع الحب طاولته من أمامي أصبح كل شيء حوالي يبدو سخيفا لايستحق .....ليس أمامي سوى الإذعان لكل شيء يعرض علي فما بقي لي اختيار بعد أن اغتيل حبي وهو في عنفوان ربيعه .
سأحيا الآن كامرأة جليسها لن يكون إلا ماضيها عند خلوتها التي سأوثرها على كل شيء .....لن أمل منه بل ستيسمر حاضري به وأنا أتفقده كل حين وحين لأستمد منه قوتي......أعرف اني الآن قد أدركت فصل خريفي رغم أني مازلت في عنفوان ربيعي ولبست رداءه رغما عني بداخلي ، وإن كنت اكتسي أجمل الحلل .