العبيطة
بقلم الشاعر وليد ستر الرحمان
سأحدثكم عن حبيبة هجرها الحياء
و سأكتب في القصيد
أن الغالية حاصرها الغباء
و سأنقش على الورق
بمداد أبدي
أنها باعتني
و أنا الشاعر الذي وهب دون جزاء
لم تعد تعشقني
ما عادت ترغب في
خالفت مبدئي
و هي التي زرعت داخلي
علمتني
أن أرفض البغاء
حبيبتي غيرت هندامها
حبيبتي غرها الغرباء
حبيبتي أضلها السفهاء
سأحدثكم
و أقول في التقرير
حين أقدمه إلى حفيدي
عن قرتي
عن خليلة خانتها العرب
معذرة
لم نترك لك غير الأوجاع
فحبيبتي استوردت العادات
لم يعد في المدينة سوق اللحاف
و حبيبتي تبنت العاهات
لم يبق عندنا غير العجاف
و حبيبتي التي طالما مدحنها
تلك الحسناء غاليتي
الورد من نورها يغار
و البدر من روعها يحتار
روضة تتوسط العالم
ولادة
لا تنجب غير الذهب
الذهب بأنواعه
ثرية هي
هي الماس نحفظه
هي اللؤلؤ و المرجان
هي الماء
هي العنب
هي الشباب المنغر
غرته غريبة
غريبة عن جدي
فجدي من الأنصار
حكمه عمر
و عمر تخشاه الشياطين
تخافه
كان يحمل على كتفيه
زادا يأخذه
إلى الرعية
يقدمه
على كتفيه
يحمل الماعون
أمير عربي
أدرك أنه الخادم
عشق أصله
ليس مثلي
أمير استورد العادات
لم يعد في الدير محجبات
فحبيبتي بدلت هندامها
غيرت معطفها
عشقت جاكلين
معذرة لم نترك لك غير الأوجاع
ما ورثناك غير الأوبئة
معذرة
لم نكن في المستوى
حسبنا أن الحضارة غربية
رومية
و أن الرفاهية
عند ظهور رقية
عارية
في مجمع الخمور
و ملاهي المباني العالية
ناطحات سحاب شيدنا
لكنها خاوية
فيها الكنائس جالية
فمساجدنا أمست بالية
حاصرها النفاق
غطاها
سكنها
و استوطن الأفئدة
و بحجة الرحمان
و بحجة الرحيم
و بحجة عفوه
استوردت حبيبتي العادات
و ارتدت بذلة العاهات
غيرت من قطنها
فالقطن كان أصيلا
أمسى معجونا
عجنته جاكلين
معذرة
ما علمناك ما الباقية
لم نترك لك غير أوجاع عاتية
و علل أمة فانية
نساؤها تحولت
عقرت
ما أنجبت نظير بومدين
فزمن الرجال ولى
لم يعد غير ماض
مسه النسيان
ذكريات لا يجوز استرجاعها
صور
كتاب غطاه الغبار
وضع بينه و بينك
حاجزا
سدا
كسد تدمر
إن تهدم غمرك الطوفان
سأحدثكم
و أقول في التقرير
حين أقدمه إلى حفيدي
أمسيت رجلا دون أصالة
--------------------------
بقلم وليد سترالرحمان