لو أنَّ للصبحِ فَمُ
بقلم الشاعر فيصل جرادات
ماذا يقولُ الصبحُ لي
لو أنَّ للصبحِ فَمُ؟
وأنا أحدِّقُ بالسماءِ
مناجياً وأُتَمتِمُ
يا زهرةَ الليمونِ
بوحي
تكلمي
أرعاكِ بالأجفانِ
حينَ أسلِّمُ
أُلقي التحيَّةَ
ثم أُلقي مُهجتي
فَتَلَقَفيها
قبل أنْ يجري دَمُ
إنِّى أُكبُّ على يديكِ
مقبلاً
والدمعُ من أشواقهِ
يَتَكَلَمُ
ضَحِكَتْ
فأهدى كلُّ روضٍ زهرَةً
ببراعةِ الفنَّانِ
راحَتْ ترسُمُ
شفتاكِ حين تبسَّمَتْ
نشرَتْ شذى
عِطرً يفوحُ
أشُمُّهُ يَتَنسَمُ
ما العمرُ إلَّا لحظةً
ضَحِكَتْ بها
فانزاحَ ليلٌ
فوقَ صدري يَجثُمُ
ويذوبُ نورُ الصبحِ
بين شفاهِها
أنفاسُها مِسْكٌ يُذوبُ
وعَنْدَمُ
ضَحِكَتْ معي
ما كان غَيْرِيَ حولها
فغدوتُ أحتَضنُ الزهورَ
وألثُمُ
هل نامتِ النَّجماتُ
بين وسائدي؟
أَمْ أَنَّني مِن بعدِ صَحْوِيَ
أحْلُمُ؟
هاتي بديكِ
فإن في لمَساتِها
تسري بجسمي رَعشَةٌ
وتدمدمُ
وتوسَّدي صدري
فإن بأضلعي
قلبٌ يدقُّ
يقول ما لا أفهمُ
أَخفيتُ عشقي
في ثنايا مهجتي
فأُذيعَ سرٌ
كنتُ أُخفي وأكتمُ
حتى تغامزت الزهور
بذكرنا
والروض أصبح
قبل شوقي
يعلمُ
لو كل هذا الكون
أَصبح في يدي
لاخترتُ حُبَّكِ
ثم لا أَتَبَرَّمُ
فيصل جرادات