( كوكبٌ بعيد. )
بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي
قالَت : هنالِكَ في الفَضاءِ كَوكَبُ
لا حَربَ فيهِ … ولا الذي يُحارِبُ
ضاقَت بِنا الأرجاء … دَعنا إلَيهِ نَذهَبُ
إنَّهُ صالِحٌ لِلحَياةِ … مِن أرضِنا أرحَبُ
لا مَكرَ فيهِ ولا تَعيشُ في غابِهِ الثَعالِبُ
لا تَنبُتُ لِلشَرٌِ في أرضِهِ المَخالِبُ
والحَقٌُ فيهِ سَيٌِدُُ … وهوَ الغالِبُ
أجَبتها : قَد دَمٌَرَ البَشَرُ حَياتَهُم ها هُنا
بالكُرهِ والبَغضاءِ والقُوٌَةِ تُرهِبُ
إنسانُنا لَم يَزَل غافِلاً
بِحِقدِهِ أفسَدَ أرضَنا ولا يَزالُ عابِثاً يَلعَبُ
قَتلٌ يَعُمٌُ ساحَهُ… والدَمارُ في الضَميرِ مَذهَبُ
طُغيانَهُ خَرَّبَ أرضَنا ... واليَومَ لِلفَضاءِ كَم يُخَرٌِبُ
قالَت : لِما لا نَعيشُ خارِجَ أرضِنا ... لِلفَضاءِ نَهرُبُ
نَعيشُ في بيئةٍ نَظيفَةٍ ما بِها مَتاعِبُ
لا هذا مَقهورٌ هُنا ولا هُناكَ حُرَّةً تُغصَبُ
ولا سِلاحاً بِأيدي اللُّصوصِ قَد سَلَبوا
ولا شُعوباً غَبيَّةً … ولَلعُروبَةِ النَسَبُ
دَعنا نُشيدُ بَيتَنا هُنالِكَ ...
نُغادِرُ هذا الجَحيم ... لِلضِياءِ نَركَبُ
أجَبتَها : وَتَترُكينَ أهلَكِ والبِلادُ تَضطَرِبُ ?
أنشَدَت : إنَّما الأمَمُ الأخلاقُ ما بَقِيَت
أجَبتَها : فإن هُمُ ذَهَبَت أخلاقَهُم ذَهَبوا
قالَت : إذاً لِنَرتَقي الصاروخَ لِذلِكَ الكَوكَبِ نَذهَبُ
أجَبتها : هَيٌَا نُغادِرِ النِفاق ... في أرضِنا يُسكَبُ
قَد تَداعى عَلَينا الطُغاة ... بَل هُمُ تكالبوا
رُبَّما في الفَضاءِ نَرى جَوٌَهُ أنسَبُ
أفَقتُ من غَفلَتي ...
وإلى جانِبي غادَتي ... في الخَيالِ تَرغَبُ
قُلتُ في خاطِري ... سُحقاً لَها الكَواكِبُ
قَدَرُُ لَنا نَعيشُهُ ... وإن نَكُن في أرضِنا سَنُصلَبُ
فَصَحَت غادَتي من نَومِها ... والبَسمَةُ من ثَغرِها تَهِبُ
قالَت : أراكَ لَم تَزَل صاحِياً يا فارِسي ... فَهَل لَكَ مَأرَبُ ؟
أجَبتها : مَن يَرفُضُ قَدَراً ... حينَما يُكتَبُ ؟
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية