لم تكن أنثى !
بقلم الشاعر أنور زير
تلك البتول الناعسة في عرض أفريقيا المنزوية
لم تنم منذ زمان
مع هذا هي تغمض أجفانها على وقوف السنابل الخضراء التي لم تقطف حتى بعد تآكل فصلها المضفر بسواد ألا وضوح
إنها تحرص الكل
لطال ما حدثتني عن لعبة الغول ومحاكاة الظلال
لطالما كان هذيانها الموسوم بعليل الوحدة الملقح بدماء معطوبي الوطنية
حتى بلغت الحلقوم
..
هي سيدة الزمان
في كل فصل في كل حقبة وأيام.
ظل رأسها شامخا
قنديل يشق سماء الكرامة المتوارية. أخبروني بأنهم نسو ذلك الرغيف الذي كان يشبع بطون المذيلين في آخر عنقود السلطة
وعندما يجن تفكيرهم تسمع تسفيقاتهم تحجز رمق رؤوس الطبل المثقوب.
أخبرتها شقيقتها الصغرى بأن ترتاح من غثيان السياسة المعشش في كنف الأنثى التي صارت عجوز.
لكنها فطرت على العناد.
أخذت ريشة حمراء من فم ذلك الطائر الغارق في ذله
وكتبت للصم والبكم وحتى العميان
باء كبيرة
ثم محت بكل ما بقى من ظفرها الهش كل حروف النظام المعلق
حتى بعد صلبه
ظل لعنة لم تخلو منها ليالي الأمن الساكن.
وهناك على ضلع الحقيقة المعوج
تحتفي الأحزاب برجم بعضها
على عويل مجالس الشيطان الهاربة
لا أوراق ترمى وراء ظهر النهار المغشوش
سوى بطاقة الانتخاب الشفافة.
ربما ستداعب أصواتها المختارة زفير الجمر الذي لم يهدأ منذ العشرين
الكل أرتشف الوطنية من حلمات الأنثى العاصمة
يبدو أنهم ثملوا من الصمت المدسوس وراء الغفلة المنسدلة على توراث العدالة المقدس
أحلام الأمة المنتفظة
فتدون مستقبل الشباب الذي ظل رابض ذراعيه في فجوة ألا قرار.
حتى ذلك النجم الساطع
دس بين مخالب الجنوب الشاسع
ربما كان يريد أكمال الثلاثي ليذهب يتمطى لأهله بالعرش الساخط
لم تكن أنثى!
لقد أنجبت رجالا ونساء
حتى الولدان أصبحت تطوف على رأس العجوز وتسقيها كوثر من أمل الفجر الآتي.
لقد أخبرني ذات مساء
ذاك الكاهن
حطم فنجانه لما سمع صرخت يوسف من غياهب الظلم العميق
في نهاية شارع الحرية العتيق.
وعلى ثوران صيف ساخن
ستبتلع مبادئ الحراك العجاف سنين قحطهم.
عندها فقط
سيكشف الأربعون لصا على شهقة فخامة الشعب
وينصب العزيز المنتظر
فتعيد أجراس السعادة تطنطن في آذان العمر المختطف.
ونحن على مسمار القلق نتجرع
سموم الأخبار المنتشر في مفاصل الأنثى
وحدها من ستقول كلمتها ولو بعد حين.
في صندوق المصنوع من شعارات الحقيقة المجددة
والمثبت على تاريخ هلال السلام المترصد
لزغاريد الديمقراطية المنتزعة.
''أنور زير''