طابور المحرقة
بقلم الشاعر عطالله خلف
دعني اشد الوثاق وان المك
..............دعني علي ظهري احكم جثتك
خائر القوة وسيقاني خائنة
...........منهار العزم ولكني مصمم احملك
ومستحيل اتركك لجوارح الطير
...........ياصغيري جوارح الطير ستنهشك
ولكني انسان افضل الموت
.................ولن اسمح لنسمة ان تجرحك
فتحامل معي واعني بمشقتي
.......لنسقط معا ولكني مستحيل اسقطك
حافي القدمين والجروح غائرة
...........فان لم تمت فتيقن اني ساسبقك
لم تبقي لنا وطيس الحرب ام
...........وابقت لنا احضان المدافع لتقتلك
ما كان بمقدري حمل امي
..................ولكني ياصغيري انا سادفنك
ملعون الاجنبي جاء الان يصورنا
..........اين كان برحلة مشقتنا كي اوصلك
يتسابق الان لسبق صفحي
..................مغلف بماساة تحمل صورتك
وقائد الطائرة بعثر ديارنا
.............واشلاء ابي وامي بجانب جثتك
وعاد ظافر لقاعدتة بعلامة النصر
..........مزهق ارواحنا وضيعني ثم ضيعك
وبسكنتة العسكرية يكتب خطاب
................زوجتي طفلي مشتاق لرؤيتك
ابي كان يعمل وامي مصانه
.................واخواتنا تمرح وامنا ترضعك
فاخبرني السر الذي من اجله قتلت
..............اين قنابلك واين خبئت مدفعك
قد تكون العابك سلاح خفيا
........ومسدسك الورقي قاتل فما اخدعك
اعتدل علي ظهري ولا تميل
..........فاخيك ما ادخر قوة كي لا يوقعك
ها قد اقتربنا بنزل المقام
..............اخيرا اقترابنا من مكان نهايتك
الطابور طويل والكل منتظر
..............وانا حاملك سانتظر كي احرقك
المحرقة رائحتها تزكم الانوف
........فلا تبالي برائحة وان كانت تزعجك
طالت رحلتنا وكل حين اتنصت
..........اتنصت علي انفاسك لعلي اسمعك
ياصغيري الفقراء ضحايا الحروب
......فلتبقا بلادي حرة والتاريخ سينصفك
الاوطان لا تباع ولا تشترا
..................غير وطنك لا تترجاء مامنك
هناك سؤال ياصغيري مؤلم
..........فبعد ان اودعك المحرقة واحرقك
من سيبقي معي بوحدتي
................ومن سيحتضني كما احضنك
افكر بالتراجع والا احرقك
..........................لتبقا معي واظل معك
فلا تزرف بعد الان الدموع
.............وابلغ امي شوقي وبلغها امانتك
فرجس مدفعهم وان كان اثم
.......فمن دنس الحياة مدفعهم قد طهرك
شدي للوثاق وان كان موجع
........فانه يوجعني كما ياصغيري يوجعك
فكيف ياصغيري يدي تلقيك
....................بفرن المحرقة والنار تاكلك
فاغفر لي ان سبقتها بحرقك
....فهطول ادمعي قبل المحرقه سيحرقك
ساعود مسرع لحطام ديارنا
.................لادفن والدينا واراعي زهرتك
اشعر بمرارة تملاء حلقي
...............اخاف الجوارح تاكلهم بغرفتك
فحين سمعو ازيز الطائرات تلهفو
......ليحموك فامتزجت دمائهم بحشاشتك
سانبش الحطام واواريهم الثري
.........وبعدها اوعدك سابحث عن رسمتك
ساعيد بناء ديارا كنا نسكنها
..................وانظف بعد الاتساخ ملابسك
وملابس بها دمائكم سابقيها
...........طهرت دمائكم وهي تعلو ملابسك
وسابحث عن قائد الطائرة
..............ليقارن بين وحشيته وانسانيتك
وما انا ياصغيري بقاتل صغيره
...........فلست بقاتل ولكن ساريه صورتك
كسبت حزن الدنيا كلها
........................حين غابت عني بسمتك
ياصغيري الموتا لا تحتاج رداء
............فاثرت ان ترتديه وتخفي عورتك
مع البرد فاني اشبه العرايا
...............وقلبي لا يطاوعني حتي ادفئك
الحياة كافرة مطرودة كابليس
............ظلم الحياة ياصغيري لن يرحمك
قد هنت علي الدهر ياصغيري
..........وسرت عرضه للاعلام فما ارخصك
اتظن ان القيامة تقوم لاجلك
..............فظافر راقصه اغلي من اصبعك
ان العالم ياصغيري همجي
..................لا يبالي ولن يحزن ان ودعك
السعادة صفحة مطويه بكتاب
......................فلا تقراها فانها لن تنفعك
ولن اتركك تحت حذاء الجنود
..............او جنزير دبابة مستعمر تدهسك
فلن اتحمل تركك بالعراء
..................فمن سيؤنس وحشة وحدتك
ما اقسي واصعب قرار حرقك
..............ولكن احراقك هو درب سعادتك
اتراني بالصورة اقف جسورا
...............وبداخلي تمنيت اكون موضعك
ولكن مهلا مهلا ياصغيري
..................لنكن منصفين واكون صادقك
ماذا لو تغيرت وتبدلت الادوار
..................وكانت ماساتك عكس توقعك
وكنت انت قائد الطائرة
..................وقائد الطائرة اصبح ضحيتك
نحن كدمية بلعب شطرنج
..............فالادوار ما كانت بالتمني تمنحك
عطاالله خلف