رحلة
بقلم الشاعرة سعاد شهيد
استجمع كل قواك
كموجة آتية من هناك
تعبر المسافات والقارات
تقطع آلاف الكيلومترات
تحمل غضب كل الكائنات
تحطم في طريقها كل العقبات
تصعد إلى السماء
ثم تعود لتنصهر مع الماء
تكمل المسير
كلها غضب هيجان وزمهرير
تزرع الخوف في كل محبي حمرة الأصيل
الكل هارب يفتح لها الطريق
وهي مغمضة العينين تكمل السفر
لترتمي في حضن شاطئ
كان ينتظر أن تصبح أشلاء
وكان يعلم وهو لا يستطيع حراك
أنها بين راحتيه
وهو ضعيف وبلا قوة
وبمجرد ملامسته
ستصبح الموجه الهوجاء
غضبها وكل الأصوات
كل الحمولة وثقل الحركات
رذاذا يطفيء نار الآهات
يبعد الأشواق
لقاء وعناق
يغسل الأحزان ولو للحظات
يعيد التوازن والحياة
لرمال كانت تشبه الصحراء
ليترك على أعتابها بعض الذكريات
لكنها تعلم أنه رغم مد وجزر القبلات
ستعود لها النبضات
مع كل رحلة موجة هائجة من هناك
سعاد شهيد