الجمعة، 2 أغسطس 2019

Hiamemaloha

بأي ذنب رحلت للأديبة ناديا لعروصي

"بأي ذنب رحلت"
الجزء الرابع والأخير 
بقلم الشاعرة ناديا لعروصي
بدت بعض الصور تتراءى أمام أعينها وبعض الوجوه مبهمة الملامح، وكأن سحابة قاتمة مرت من هناك محت كل شريط حياتها أو عاصفة هوجاء أتت على كل شيء وجرفت بطريقها الأخضر واليابس، جسد بلا روح وبعض العيون المحدقة وطيف بدا لها في الوهلة الأولى كشبح يطفو على السطح ،بوجه شاحب وعينان مغوغرتان دامعتان تتأمل المكان ،دقات قلبها تتسارع، مد يده وسحبها وحضن جسمها النحيل الذي يرتعد وينتفض كريشة طير جريح تتلاعب بها الرياح، هدأ من روعها، مسح دمعها وذلفا سيارته وانطلق بها بعيدا، صمت قاتل يخترق ويلف المكان إلى أن بدأ يسترسل ويسرد حكايته مع الغربة وماجناه في رحلته في بلاد المهجر كانت الدراسة هدفه الأساسي إلى أن انتهت بالاستقرار هناك،  شعرت ببعض الارتراح كانت حقا بأمس الحاجة لمن يخفف عنها ويسمع أنينها ويتقاسم معها حزنها ويستشعر آهاتها،  كله آذان صاغية، تامر شاب حكيم نعم الصديق الوفي،  جميل المحيا، سليم الصدر، نقي الفكر،  أخذت تسترسل دونما انقطاع ينصت بتمعن يستصيغ كلامها إلى أن توقفت تلتقط أنفاسها، تذكرت تلك الرسالة المشؤومة ومحتواها سبب تعاستها، ثورتها وعدم السيطرة على غضبها وقرارها المتسرع، بعدما سلكت طريقا شاقا ورحلة متعبة استوقفها وسألها
تامر: هل تأكدت حقا من صحة الخبر؟
 هاجر :هزت رأسها فقط بعض الشكوك
وبكل عفوية أجابها الشكوك لاتكفي لإدانة متهم وجب البحث والتحري وحيازة أدلة دامغة، دقيقة وقوية تفيد أن المتهم قام بالفعل أو شوهد أثناءه ليثبت عليه ذاك الفعل حينها نتمكن من الحكم المطلق وتتم  إدانته بالدلائل والاثباتات أو الشهود أدركت حينها أن حكمها كان متسرعا ومتهورا، ندمت ندما شديدا، استرجعت بعض المواقف فلاحت على السطح بعض الأحداث على الفور انزاحت تلك الغشاوة عن عينها لتكتشف أنها حقا كانت مغفلة كانت مجرد رسالة كيدية نغصت عليها حياتها وان تلك الأفعى اللاذغة دست سمومها واوقعتها في الفخ من اعتبرتها صديقة العمر أقسمت على تفرقتهما بغيرتها القاتلة وحقدها الدفين. كم عان الأمرين في حضرة الغياب والبعد والفراق ومازال ينسج خيوط الأمل عل حلمه يتحقق وينعم باللقاء المنتظر. فكانت العودة إلى بيت الزوجية شيء مفروغ
معلنة أسفها الشديد وان حبها له أقوى من أي صراع اوكذبة اوبهتان اواي وساوس  كانت مجرد سحابة عابرة وان الحب الصادق النابع من الأعماق ولابد أن ينتصر في النهاية وهذه التجربة أقوى درس لها. 
قد تضيع أجمل القصص حين يضيع الكلام في حضرة الصمت اللعين ويفتقد الحوار حين تدب الشكوك وتلقي بظلالها الظنون، كم بيوت هدمت وكم أسر فككت أمام التهور والاندفاع، قد يفقد السيطرة وتضيع بوصلة التحكم.
بقلم(العروصي نادية)

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :