وإذا الأصفار....تكلّمتْ
الشاعر الأديب محمد نور الدين المبارك الريحاني
أقزام في تلبّس وإنتحال
هناك بالقرب ...بجنبي وبالجوارْ
كبار وصغار....وأطفال
والمال والبنون ...وتزيين الجبّارْ
فتنة .......تذهب بالأعمارْ
وصدى أنغام آتية
تلوّح بنشوء ثورة للأصفارْ
إلقاء نفخة من ثقب المزمارْ
ومن بين ركام الأطلال
تسّاقط من أعالي الجبال
حروف تراقيم في هيبة وإكبارْ
بعيد عن اللحاظ
في بوتقة الإفتراضي
خلف أسوار الدّيارْ
هناك تبعثرت خطواتي
نزعت بلا رجعة ....لعنة إنتعالاتي
وسلخت جلد ....الحمارْ
إنتهكت قوانين المستحيلات
إستيقظ الذّهن فاح طيب الغيرة
هاجمتني أنوارالحيرة
لازمت أفكاري
هاتفني منقذي في الأزمات
مرحبا بك أيّها المصوّر المعماري
أرسم من أشكال الصّفر
دوائركمنابع لأنواري
ينكشف لك جليّا ....
وجه الأصيلع المختارْ
ودعهم يتسائلون عن الواقعة
وعن النّبأ العظيم
ومن هو....واين سيكون
قل ....سيجيبكم اللطيف الخبير
كلمات .....بكامل الإختصارْ
......
لا شيعي ولا سنّي.....
إغراق وهم ... إفراط وتفريط
إمّعة عمياء لتراب الفرقة تنمّي
فراغ أدمغة عشقت التمطيت
فازدهرت على رباهم أزهارالعارْ
وشحت الوديان والأنهارْ
وتصّاعد عويل الطّوائف
تعاويذ سحرة..... للحقد تغنّي
أنتم أنتم إنس وجنّي
وأنا الوحيد الغريب هنا
تحطّمت أمامنا مرايا التّماثيل
ولا نسب ولا حبل يقربكم منّا
فدع الجهالة بعيدا.... عنّا
متصوّف أغرقه وباء الإدّعاء
رماه لباس التّمدن خلف الوراء
تلبّس بخرقة....العجل والوحا
راودته أحرف التّمنّي
صاح في قومه
فلتنصت العقول البلهاء
أرأيتم وعاء الإناء؟!
نهيق حمير..... ضجيج علا الغمّ
رحلت الشمّس ومعها الضياء
فزين القبح الأطلال حينًا
قم أيّها المختارْ
وسطّرمسالك المشوارْ
وامسح ضيم الجهل والبوارْ
.........
لن أغترب في صلاتي
ولن أبوح بحروف مناجاتي
وعقارب السّاعة قد تعطّلتْ
دقّات قلبي محبوسة
أنهكتها أوقات الخزْيِ المنحوسة
وسفينة نوح تنوح....
وأمواج بحوري ما عبرتْ
إستعصى عليها الجوديّ
ما اعتلت إذ الألواح كُسّرتْ
ورايات النّصر منكسة.
ألسنة ضميري أنهارها جارفة
وكادت أن تسكرني الخمرة العارفة
والكؤوس صامدة، ما تكسّرتْ
وتريدني الجهالة كشيء لا يذكر
ملقى على قارعة الأرصفة
وها قد حوّلت ضعفي قوة.....
بزهور اليقين
عزّة وكبرياءز.... وأنفة
وياسمينة ريحانتي بالحبّ أينعتْ
وقلوب الأنفس ....شحّيحة
ظالمة إذا عميتْ.....فجرتْ واعتدتْ
يجهلك العرّيف وهو المدّعي
ويمقتك الجاهل والجهالة تكاثرتْ
في يوم عرفات والحشد عظيم
سمعت أنين الجبل الحزين
والحكمة كذا سمعتْ
أزيزنيران الحسرة
دوي صاخب في صدورالبراكين
وآذان القوم بها صمم
والعيون في عماها لاهية
و قد تضاحكتْ
يئن أحد من سخافة العقول
داست وجهه نعال التّعاسة وبكلّ وقاحة
وما ألقتْ جهالتها عن ظهرها وما رمتْ
والحجّ لمن استطاع إليه سبيلا
ألسنة غافلة تولول المواويل
الرؤية الغابرة تشتهي التأويل
وحجّي في قلبي ونفسي قد سالمتْ
وروحي للحب اعتمرتْ
وأقدام قلبي هرولت فمشتْ
على الأعراف للتّطلّع والإستكشاف
ولا كلّ الفكر في الطّواف
ولا أقدام الحجى تورّمتْ
سورفي باطنه الرّحمة
وعذوبة العرفان.....
على وجه العشق إرتسمتْ
وخمرة من كأس السّلطان تذوّقتْ
فإذا الأصفار .....نطقتْ فتكلّمتْ
علمتْ كلّ نفس ....ما قدّمتْ وماأخّرتْ
فلا أقسم بالحبّ ونارالشّوق والهوى
وروح ريحاني بحبلها تعلّقتْ
وبأنفاس نفسي .....تعشّقتْ
...........ريحانيات
الاديب المفكروالشاعر التونسي
محمد نورالدين المبارك الريحاني