الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

Rita maamari

جمار بعد...بقلم الشاعر محمد سعيد أبو مديم

*  جِمارُ بُعْدٍ  *

ألا يا حُبَّ عمرٍ ضَاعَ مِنِّي
لَقَدْ هاضَ الفُؤادُ وَخابَ ظَنِّي

وَباتَ الحُزنُ مُتَّكِئًا بصدرٍ 
نذيرَ نزاعِ موتٍ في تأنِّ 

يحومُ به سياقًا دونَ رفقٍ 
وكيفَ يُرَدُّ نَزْعُ الموتِ عَنِّي

فقبلَكِ ما عَرَفْتُ جِمارَ بُعْدٍ 
وما عَلَّلتُ نَفْسِي من تَعَنِّ

فَهلْ يُشْفى سقيمٌ من بعادٍ
تَجَرّعَ كأسَ شطٍّ في تَثَنِّ

وَمَا أَخْفى غَرامًا في ليالٍ
وَدَمْعٌ شَاهدٌ في دَعجِْ عَيْنِي

فَليلٌ أهيمٌ غَشَّى سَمَائي 
وَمَا طَرَّتْ نُجومِي في تَحَنِّ 

 ومدَّ عَلَيَّ سُدْفٌ في تَوالٍ 
وأرْدَفَ في عَناءٍ زادَ وَهْنِي

فَكَمْ كانَ ارْتِجَائِي إلْفَ عَيْشٍ 
بِقَدْرِ وِصَالِنا مِنْ صِغْرِ سِنِّي 

لَعَمْرُكِ يا وِقَارًا أنتِ حُلْمٌ 
و إنَّ الحُلْمَ أمْسَى في تَمَنِّ

وإنْ أضْحَى هَواكِ تُرابَ رَمْسِي
فَلَنْ أنْسَاكِ في ثكلٍ مُعَنِّ

وإنْ فارَقْتُ رُوحِي في عَذَابٍ
سَيَبْقى في عيونِكِ عَزْفُ لحْنِي 

وَسوفَ تَظلُّ رُوحِي في عَزاءٍ
تُكَفِّنُ بَعْضَها بثيابِ حُزنِي 

وَسوفَ تَكونُ مِنْ بَعدِي طيوفًا 
تُعانِقُ ذاتَكِ الأُخْرَى كَأَنِّي

**********
محمد سعيد أبو مديغم 
بحر الوافر

هاضَ الفؤاد : أصيبَ بكَسْرٍ ( حزن )
يحومُ : يُحَلِّقُ
سياق / السِّياق : الاحتضار ، النّزع الأخير
جِمار : جمع جمرة 
شطّ : بُعْد 
دَعْج العين : اشتداد سَوادها مع اتِّساعها واشتداد بياضها 
ليلٌ أهيم : لا نُجُومَ فِيه
طرّت نجومي : أَشْرَقَتْ ، أَضَاءتْ
تَحنِّي : بكلّ العَطْفِ وَالْمَحَبَّة
سدف : ظلام
أردفَ : توالَى وتتابع
وهني / الوهن : الضّعف
إلف عيش : حياة ودّيّة ومؤنسة 
وقار : العظمة والحلم ، الرّزانة 
رَمسِي / الرَّمْسُ : القبرُ مستويًا مع وجه الأرض
ثكلٍ : فَقْدُ الحبيب 
مُعَنِّي : مُتعِب

Rita maamari

About Rita maamari -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :