شعر شهم بن مسعود (البحر الطويل)
هَمَى الدَّمْعُ مِنِّي إذْ تَجَلَّى مَشِيبُ
أُرَاجِعُ أَيّامًا خَلَتْ فَأَذُوبُ
فَهَذا الشَّبَابُ قَدْ تَوَلَّى بِظَهْرِهِ
وحَلَّتْ بِيَ الأَسْقَامُ حَانَ غُرُوبُ
وخَفَّتْ بِيَ الأَسْمَاعُ و الجِسْمُ واهِنٌ
و خارَتْ بِيَ القُوَّى و حَلَّ لُغُوبُ
و تَمْضِي بِنَا الأَيَّامُ تَأْكُلُ عُمْرَنَا
و لِلدَّهْرِ أَظْفارٌ تُرَى و نُيُوبُ
فَفِيمَا تُرَى يا شَهْمُ أَنْفَقْتَ عُمْرَكَ
و هَلْ يَسْتَغِلُّ العُمْرَ إلّا لَبِيبُ
تَذَكَّرْتُ كَمْ أَمْسَيْتُ لِلهِ عَاصِيًا
و ليس يَراني غَيْرُ رَبِّي رَقِيبُ
و كَمْ مِنْ قَبِيحٍ قد أَتَيْتُ مُكَابِرًا
و كَمْ حَسَنَاتٍ قد مَحَتْها ذُنُوبُ
و كَمْ قد تَلَحَّفْتُ بِلُطْفِكَ رَبَّنَا
و كَمْ قد سَتَرْتَ الذَّنْبَ إذ ما أَحُوبُ
فَكَيْفَ إذا نُودِيتُ والرَّأْسُ مُطْرَقٌ
فَذاكَ لَعَمْرِي مَوْقِفٌ لَعَصِيبُ
و إذ ما بِذاكَ اليَوْمِ بَانَتْ صَحَائِفٌ
فما هِيَ أَعْذارِي و ماذا أُجِيبُ
فَيا خَيْبَةَ المَسْعَى ويا وَيْلَتِي إذا
دَهَانِي بِذاكَ الإمْتِحانِ رُسُوبُ
أَ ما آنَ يا نَفْسُ تَثُوبِي لِرُشْدِكِ
و تُوبِي إلى اللهِ لَعَلَّ يَتُوبُ
وهَلْ هادِمُ اللَّذَّاتِ يُنْظِرْكِ مُدَّةً
إذا ما مَلاكُ المَوْتِ جاءَ يَجُوبُ
عَسَى يُمْحَ ذَنْبٌ إذ أَنَخْتُ بِبابِكُمْ
و هَلْ مَنْ تَرَجَّى عَفْوَكُمْ سَيَخِيبُ
فيا سامِعَ النَّجْوَى و ذَا اللَّيْلُ مُظْلِمٌ
تُراني طَرِيدًا أَمْ تُراني قَرِيبُ
بِحَقِّ أبي الزَّهْرَا لِتَعْفُ على إمْرِئٍ
رَجَاكَ و عَيْناهُ بَراها نَحِيبُ
هَمَى الدَّمْعُ مِنِّي إذْ تَجَلَّى مَشِيبُ
أُرَاجِعُ أَيّامًا خَلَتْ فَأَذُوبُ
فَهَذا الشَّبَابُ قَدْ تَوَلَّى بِظَهْرِهِ
وحَلَّتْ بِيَ الأَسْقَامُ حَانَ غُرُوبُ
وخَفَّتْ بِيَ الأَسْمَاعُ و الجِسْمُ واهِنٌ
و خارَتْ بِيَ القُوَّى و حَلَّ لُغُوبُ
و تَمْضِي بِنَا الأَيَّامُ تَأْكُلُ عُمْرَنَا
و لِلدَّهْرِ أَظْفارٌ تُرَى و نُيُوبُ
فَفِيمَا تُرَى يا شَهْمُ أَنْفَقْتَ عُمْرَكَ
و هَلْ يَسْتَغِلُّ العُمْرَ إلّا لَبِيبُ
تَذَكَّرْتُ كَمْ أَمْسَيْتُ لِلهِ عَاصِيًا
و ليس يَراني غَيْرُ رَبِّي رَقِيبُ
و كَمْ مِنْ قَبِيحٍ قد أَتَيْتُ مُكَابِرًا
و كَمْ حَسَنَاتٍ قد مَحَتْها ذُنُوبُ
و كَمْ قد تَلَحَّفْتُ بِلُطْفِكَ رَبَّنَا
و كَمْ قد سَتَرْتَ الذَّنْبَ إذ ما أَحُوبُ
فَكَيْفَ إذا نُودِيتُ والرَّأْسُ مُطْرَقٌ
فَذاكَ لَعَمْرِي مَوْقِفٌ لَعَصِيبُ
و إذ ما بِذاكَ اليَوْمِ بَانَتْ صَحَائِفٌ
فما هِيَ أَعْذارِي و ماذا أُجِيبُ
فَيا خَيْبَةَ المَسْعَى ويا وَيْلَتِي إذا
دَهَانِي بِذاكَ الإمْتِحانِ رُسُوبُ
أَ ما آنَ يا نَفْسُ تَثُوبِي لِرُشْدِكِ
و تُوبِي إلى اللهِ لَعَلَّ يَتُوبُ
وهَلْ هادِمُ اللَّذَّاتِ يُنْظِرْكِ مُدَّةً
إذا ما مَلاكُ المَوْتِ جاءَ يَجُوبُ
عَسَى يُمْحَ ذَنْبٌ إذ أَنَخْتُ بِبابِكُمْ
و هَلْ مَنْ تَرَجَّى عَفْوَكُمْ سَيَخِيبُ
فيا سامِعَ النَّجْوَى و ذَا اللَّيْلُ مُظْلِمٌ
تُراني طَرِيدًا أَمْ تُراني قَرِيبُ
بِحَقِّ أبي الزَّهْرَا لِتَعْفُ على إمْرِئٍ
رَجَاكَ و عَيْناهُ بَراها نَحِيبُ