بقلم الشاعر محمد أبو رزق
قبل الوداع
وأنت تحزمين حقائبك
لأجل الرحيل
تلملمين أشياءك الصغيرة
تجهشين بالبكاء والدموع تسيل
وأنا الغارق في الحزن
والصمت الطويل
شارد الذهن
أحسّ في داخلي
بشيء يشبه الحريق
أتخيّل أنني أسمع في باطني
صراخ غريق
تمهّلي قليلا
هِبيني من وقتك هُنيهة
قبل الوداع
امنحيني ولو فرصة
أشرح قدر المستطاع
تريثي وفكري طويلا
قبل أن تسلميني إلى الضياع
توقفي قليلا
قبل أن يأذن غروبي وينكسر الشراع
أنت لا تدرين أبدا
إلى أي مدىً أحبك
أشعر الآن
وكأنني لأول مرّة أعشقك
وأنني لا أقوى على الفراق
وأنني سأعيش بَعدك
حياة مُرّة المذاق
وأنت تستعدّين للرحيل
أحس أنني راحل إلى المجهول
إلى عالم الفراغ المهول
لا أطيق أن أستبدلك بالاكتئاب
لا أتحمل أن أعوّض حضورك بالغياب
لن أسمح لرحيلك أن يخطفك منّي
وأن يسرق نومي وعمري ويُبعدك عنّي
لن أبيح للمراحل القادمة
أن تكون تنهداتٍ وروحاً ساهمة
وأياما من عمري قاتمة
لن أودّعك وأرجع وحدي
لن أفقدك وأكون سبب فقدي
ولن يكون قبلي أفضل من بَعدي
فما أنت إلا وشمٌ على القلب
يصعب زواله
وما أنت إلا ظل على العمر
يعسرُ ترحاله
وما زلت وشمي الأصيل
وما زلت ظلّي الظليل
وما زلت حبّي الجميل
ورحيلك مستحيل مستحيل
محمد أبورزق 18 / 10 / 2019