ابتاه والليل يروي حكايات العابرين الى الشمس
من وراء كثبان الظلمات والثلج
يختصرون الاحتضار بنبض بلا وهج
ويبحرون في الصمت حذر الموت
والموت فوق السرج
والسرج يرتج
كما الارض
كما الوعد
ونسير جانب الجدار
نصرخ حذار
ان تبصرك يا فتى عيون الغادرين
فيثبتك الصقيع
ويبتعد الفجر سنين
وتنطفأ نار الشمس
او تسطع بلا وهج
حلكة الليل تمتد
ويطول مشوار العابرين
الى الضفة الاخرى
الى حيث الدفء
والدفء بلا وهج
جمره اسود حالك
ليل فوق ليل يعلو
والدخان يلتقيه في وسط الدرب صعودا
وعند حافة الهلاك يراك
يتبع نبض خطاك
فحذار من سقطة هناك
في اودية بلا قرار
لا تنتهي فيها الاعماق
ونهارها بلا سراج
ونارها بلا وهج
والصقيع يمتد نزولا
ثابت الحراك
ساكن صامت هاديء
بشحوب الموت ناداك
اقسم عليك الا تمر
وان لا ممر
الا الى الهلاك
والفجر قد انسحب
لم ينتظر عبورك من وراء الاسلاك
لم ينر دربك
تسلل خلسة كي لا يراك
فنهاره بلا سراج
وناره بلا وهج
وصبحه ما أنبلج
فالدخان كثيف يتصاعد
وسراج زيتك لم يعد يضيء
فقد انطفا الفتيل
وعلاه دم القتيل
وطن يصرخ من خلف الكثبان
يشتعل البهتان
يحترق الوجدان
يدخل بصمت وقد خرج
يصعد مع الالم
يتشبث بالحلم
والصبح على العتبات قد درج
طال انتظاره
حضر لكن لم ياتي الفرج
ابتاه ما زلت بالقرب من سفح الامنيات
امتطي صهوة الذكريات حزنا
والحزن له هرج
تهوي افراحنا وهو قد عرج
يغطي وجه السماء الما
وغيوما سوداء
تلتقي بليل ممتد فوق القمم
يحاول ان يتخطى حاجز الزمن
فيسكن والجرح بعد ما سكن
نهاره مبتعد بلا سراج
وجمره بلا وهج
حذار من موت يسير بجانبه
ينتظر ان تتخطى قدماك
كثبان الهلاك
وصقيع الليالي
فيباغت هواك
ويمضي بك الى الاعماق
الى اودية بلا معالم
والى عالم بدون اضواء
حيث فجره بلا سراج
وجمره بلا وهج
ويوما صبحه ما انبلج
محمود جميل شواهنة.....