. فضفضةٌ لـلبــحــر
بقلم / إبراهيم جعفر
معذرةً . . معذرةً يابحـرُ
إن كُنتُ كثيرًا . . ما آوي إليكَ
فلوجْهِكَ . . أستريح
وعلى موْجكَ . . يرحلُ . يرحلُ همي
أنسامُكَ سرٌ . . وطلسمٌ
يفضُ كُلّ سري.....
جئتُكَ شاكيا . فهل يابحرً تُصغي ؟
أم ستنأى بوجهِكَ عني ؟
وموْجُكَ هذا . . يفرُّ مني؟
لا تتهمني . . أو فاتهمني
فأنتَ شيخٌ وقور
تحفظُ كُل حكايا العصور
تعرفُ تاريخَ من تدبر.. ومن تجبر
حتى من.تأله.. لديكَ عنهُ سرُ..!
لا تسلني بأي ارضِِ كان....؟
واستخفَ أي قوْمِِ ..؟
فليس وجهي خشبيا . ولا ذاكرتي خؤونا
بل جئتُكَ يابحرُ. وكلي شجون
فضحكاتي البريئةُ ..
تُشرقُ . . من خلف أسوار الآنين
وصمتي . . لو تدري
يُسافر إلىَّ .. من بُركانِِ.أُخفيه فى صدري
حتى احترقت مني الضلوع
فداهمني .. طاعون السكوت
بتُ.أُهادن المساء . بتراتيل انكسار
وعلى رصيف التذكار .
أتهجى أبجدية النهار .. تتوافد أفكار
تنبجسُ أسرار ...........
فأتوضأ بزخم الحُلم القديم
أقرأ . . فاتحة الترحال..
أهيمُ .. فى محراب السنين
عن يميني (الفاروق) على برذونه
يتسنمُ . . مُفتاح اليقين ..
عن شمالىي( طارق) . أشعلَ مراكبهُ
زئيرهُ يُدوي .. ( البحرُ من ورائكم)
فانتشى الأُفق ..
... وجاء الصدى بالفتح المُبين..
يابحرُ . صيْحتُهُ تُزلزلني ..
تُنازلنى . . فأفرُّ منى ..
(وا معتصماه) . تُلاحقُني..
أتوارى من عاري.. في (قرطبةَ)
أرتدي ... ثوبَ خجلِِ فضفاض
من فلسطين . . للجولان ...
للشيشان . والأفغان..
حتى بغداد .. آه ِِ يادُرة البلاد . . . !
يُسا ئلُني....(صلاح الدين )
.... عن الأقصى..
فأندحرُ فى الكُوفة والبصرة..
تُنكرني الشوارع .. يُطاردني النخيل
أُهرعُ للنهرين .. يقْتُلني الظمأ ..!!!
يُفزعني الآنين .. ولون الحداد .. !!!
ألوذ بالوهن ... يُسربلني هوانُ
فأُراني .. مصلوباً
...... على أبواب (رام الله)
مُنحنيَّ الرأسِ . . مغشياً بصري
......... وسمعي موقور
بينما ذاكرتي لا تخون
أتذكرُ .. كم كان صهيلُ الخيلِ
يسبقُ صوْتَ المستغيث.. .!!!
أتذكر خالدا.. أتذكرعُقبة وابن نُصير
أتذكر .. وأتذكرُ.. فتجوس الوجدانَ
قصائدَ .. إن بُحتُ.. يقولون..
مسكونٌ بالمستحيل . . وأنى أهذي...
وأنى أُعدُ تابوتَ موتي . وأني . وأني
أذاك .. لأني.
أبحثُ لوطني .عن صباه ..؟!
عن من اغتال أمانيه ..؟
........ واشترى صمت الأباه ..
وباع شمس النهار .. بليلِِ بهيج ؟!!
فهل حقا يا بحرُ .. أنا ممسوسٌ ؟
ومسكونٌ بروح الغياب ........؟!
يابحرُ .. كانت أرضي براح ..
والمُزنُ حيثُ بهمي .. يأتيني بالخراج
كان صوتي . حيث سافر.. له رنين مُهاب
كيف تبدلَ .. وبات طنيناً معيبا..؟!!
تأمل يابحرُ .. حالي ..
.. وترفق .. ترفق بمآلي ..
لا تُعلمني حكمتُك .. لا تُعلمني صبرُكَ
دُ لنىي. ما المصير.....................؟؟
وكيف تتدفقُ بالحياة .. دونما تبرم.. ؟!!
كأمِِ .. رؤوم.. اتُصغـي ... يا بحرُ لي ..؟
أم هو حديثُ الوجـدِ..
............... يمضغـنـي..
................... وبلفظـنـي
.....................فى حانات الجُـنون ؟
* بقلم / إبراهـيم جعـفـر