و تشتكي
بقلم الشاعرة سعاد شهيد
و تشتكي من الحرمان
من الوحدة من الظلم من الأحزان
تتهمني بالإهمال و النكران
أنني تركتك لصروف الزمان
كيف و أنت من سقاني الأشجان
من نزع من حياتي الألوان
من سرق مني بسمتي أهداني اَلآلام
تذكر كيف كنت تحدث الرفاق عني
كنت تقول أنك لا تبالي
بوجودي و لا تراني
ما انا إلا سحابة في مكان
يكفيني فتاتك للبقاء
على العهد على الوفاء
قلت سيدي
أنني قيد يخنق أنفاسك
و أن خزانة حياتك
مليئة بكل عطور النساء
و أنني كنت غلطة في لحظة جفاء
و الآن جئت تطلب الغفران
الصفح و الأمان
تشتكي من سواد الأيام
من صقيع الجدران
أين ذهب الرفاق
السهر و الغناء
و الليالي الحمراء
لا يا سيدي
ما عدت تهمني
معك ذقت كل أنواع الأشجان
الحيرة و التوهان
أُسائل نفسي حتى في المنام
بأي ذنب أجازى بالنكران
و كيف لم يستطع لمس حناني
و الإهتمام
لم يقدر السكينة و دفء المكان
ضاع عمري و أنا أنتظر منك نظرة حنان
كفى! انكسر الود
ذبلت ورودي في الجنان
كنت تسقيها خذلانا
بدلا من الرحمة و العرفان
أسكنتني غربة الأوطان
جعلت مني شبح إنسان
تاهت مني نفسي
في مدينة الأحزان
سعاد شهيد