ماذا بعد ..
بقلم الشاعر بوعلام حمدوني
أيا حروف
تأبطت النبل
و حركت في قيعان
الممكن ..
ألف عقدة
و عقدة
تلتحف أقنعة
الغرور .
ألملم الأنجم
و ألفها وشاحا
على خصر كلمات
كأغاني الحياة
لتعاتب المستحيل
في حضرة خرافة
الأساطير ..
أماني تروض الهباء
ببعض أواني
المتاهات .
لا أؤمن بمقارعة
الحروف ..
فأنا لست بشاعر
يتأبط صهيل القوافي ،
يكفيني رسم
حروفي بوشم
نبل التواضع
إن ملامح المظاهر
غفت في قطعة
ثلج مغلى ،
يرتشفه التباهي
نفثة صقيع هارب
من وهج الواقع .
و أنا ..
عساني ..
و أنا عساني
أروي قصة زماني
بسمة بين تجعيدة
و تجعيدة تغرس
حروفي بعمق الملامح ،
ها هنا ..
على جدار الوجدان .
أبتعد عن أسوار
وهم يتصنع بحياة قصيرة
تلقي بنفسها
في عتمة الحلم
و تسافر بين فواصل التصنع ،
تختلس أنامل الحقيقة
من الهنيهات الطليقة ،
دقائق مسروقة
في ثوان الإنتحار
خلف شاشة عقيمة .
ماذا الآن ..
في حضرة الصفاء
تتساقط أقنعة الريح
تطوف بشوارع
مبتورة المسير ،
ترتمي فوق أرصفة
تدوسها أقدام يراع
زرعت خطى الحب
بقلوب تنبض وجدانا .
ماذا لو ..
إن رسم الإنسان
على وجه اللسان
دمعة من مزن الحنان
حين ذاك ..
يتساقط الوهن
من كوة العدم
و تسمو الحروف
نبلا صادقا ..
يتناثر زلال
صفاء و وئام
يروي ظمأ التائه الحيران .
بوعلام حمدوني