حديث الصمت
بقلم الشاعر حميد يعقوبي
تعالي نُقَبِّل شفاه الموج
لعله يمارس فينا شهوة اللقاء
أكلما اصطدم بصخرتي
انفجر منه قلب تصدأ بالجفاء
أنا هنا ..
أنت هناك ..
فكيف ألغي ( الكاف) من حضور الأبجدية
ها أنت تتناسلين داخل معطف الترقب
في انتظار الذي يأتي ولا يأتي
ذاك الموج عاهر يضاجع الوصال غصبا واغتصابا
يغري الماء بالتعري ويلبسك رمل المواجع
كل النوارس التي مرت من هنا تعرفني ..تعرفك
والصمت شاهد مأجور على تزوير حقيقة الحضور
ووحدي الجدير بقراءة موعد السفر إليك
في الانتظار يصهل الزمن في ساعة الرمل
ومن عيني الثالثة أفتح ثقبا صغيرا
أرصدك فيه تدسين تحت زبد البحر رسالة شوق
من الذي يأخذني إليك وقد رضيت ببلوتي
ومصيبتي عند اللقاء والعناق تمسي أهون
إن أعلن الملاح حي على الهوى فأنت قبلتي
وإن أعلنت الشمس المغيب يبقى شاطئك مشرقي
صبرك عند الشاطئ ينقط كحنفية ببيت مهجور
ورغبة الوصول إليك توجعني كصغار النوارس
حين تفتت خبز جسدي طعاما للأسماك الجائعة .
----------------
حميد يعقوبي – القنيطرة 24 فبراير 2020