عناة 74
وتين الودِّ
بقلم د.بسام سعيد
تسكنني من الوريد إلى الوريدِ
تجري في شرايين الوصالِ
تسري في وتينِ الودِّ المستطابِ
زائرةٌ مع نسيمات الشّوقِ العليلة
لفناجين البنِّ الصّباحيّة
والمسائيّة
بطعم الهالِ الأخضرِ
برائحةِ الجوريّ والسّوسنِ
والرّيحانِ العوسجِ
بنكهةِ الزّعترِ البريِّ والشّومرِ
وميرميّة التّلالِ الغافيةِ على همسِ الغيومِ
والرّاسيات عالية المقام
كحلُ العيونِ العاشقةِ للصّبا
روحٌ وريحان
شهيّة المذاقِ
***
فاكهةٌ مباركةٌ غيرِ مقطوعةٍ
ولا ممنوعةٍ
تسرُّ النّاظرين
طيّبةٌ حلوة الطّعم
تهبُ الحياةَ لآكلِها الأعزِّ
في مواسم الجوعِ والقحطِ
***
وردةٌ تطرحُ عبيرَها الكونيِّ
تُفرحُ القلوبَ تُبهجُ الفراشاتِ
تغرّدُ في حدائِقِها الطّيورُ
تشدو في حماها حساسينُ الهوى
تحطُّ قبّراتُ النّهارِ بقربها
تعتمرُ السّنابلُ الخضرُ
برائحتها الذّكيّة واليمام
تُمعنُ العيونُ في وجناتِها المتورّدةِ
تأسرُ الضّوءَ والأبصار
ترمُقُها الزّنابقُ في الأوقاتِ السّبعةِ
تهفو إلى طلّتها البهيّة
النّجومُ والأقمار
***
تُساكنها الحروفُ والكلماتُ
تتوضأُ من ينوعِها العذبِ
القلوبُ الّتي في الصّدورِ
تهمسُ الجداولُ في حبّها المعهودِ
والأنهار
قدسُ أقداسِ كنعانَ والسّلام
د. بسّام سعيد