........ مَلَلنا واُشتَقنا ....
بقلم نهى عمر
نحتاجُ زَمَناً من دون حُروب
دُروباً دونَ قَذاراتِ البَشَر
هُدوءاً لَذيذاً ..
يسمحُ للطيورِ بالتَقافُزِ بِأَمانٍ ..
بِلا أَيادٍ تُشاكِسُ فِطرَتَها،
وأن يَطيرَ اليَمامُ حُرّاً
بِكُلّ مَكان،
وَيمشي على الأرضِ مَرِحاً ..
دون خوفٍ أو خَجَل
مَلَلنا صَخَبَ الآلياتِ،
والحياةَ المُصطَنَعةَ المُستَحدَثة
وأصواتَ الأسلِحةِ،
والطائرات المُقاتلةِ والقَذائف، والرَّصاصات الهَمَجِيَة
مَلَلنا ألوانَ القتلِ الوَحشِيّ،
ِوالدماءَ المسفوكَة أنهاراً ..
على الترابِ والزرعِ والصخرِ،
وفي البحارِ والأنهار ..!!
بِكلِّ رُكنٍ ..
موتٌ مُتَرَبِصٌ،
وخوفٌ مُختَبِيءٌ ..
وفِتنَةٌ محبوكَةٌ ..
وخِداعٌ وتضليلٌ لا ينتَهيان
مَلَلنا كلّ ما عِشناهُ ..
في زَمَنِ الحَداثَةِ،
والعولَمَةِ المُزَركَشة
اُشتَقنا للهُدوءِ،
والسَكينَةِ الطَبيعِيَة ..
لِصوتِ الطبيعةِ المُعافاة ..
والأرضُ مَلّت ..
مِمّا يحدُثُ فيها وَعلَيها ..
وَما دُفِنَ في جَوفِها،
وما سَقاها،
وما غَيَّرَ جلدَها وعِظامَها تشويهاً
ثارَت .. غَضِبَت ..
تُدافِعُ عن ذاتِها مِمّا اُعتَراها
ألا إنّ الإنسان طَغى،
وجَلَبَ البَلاوي الَتي ..
عادَت عليهِ بلواها ..!!
تُرى ..
أَتُنَظِّفُ الأرضُ قلبَها وجَسَدَها ..
وتَتَعافى ..؟؟
أَيَتَعِظُ البَشَرُ،
ويُعيدونَ تَصويبَ السلوك ..
أتُعزَفُ معزوفاتُ الشِفاءِ ..
مِنَ الأوبِئة ..؟؟
وتعودُ للأرضِ ،وما عليها
نَواميسَ الحَياة ..؟؟
فلا دمارَ ولا قِتالَ ولا وباء ..!!
نهــــى عمـــــر