روح فارس..
بقلم الشاعر سيد أبو نصيرة
إندلعت الحرب هناك
في ساحات دموية
تساقط كأوراق الخريف
تدهسه أقدام الزمن
منسي تحت سماء تمطر شهبا
نجمات تتهم القمر بالوشاية
وابل من أطنان الحمم تقذف من أعلى
لم أر إلا شهيدا واحدا
لم أر إلا صادقا واحدا
قلب يصرخ
وسط لا مبالاة الحشد العظيم من قرون الخراف
كنت سعيدا وأنا أرى ذلك الصادق يصاب
وهو يغني ما أجمل السماء القرمزية
هرج المسعفون الكاذبون
تحت تهديد الأشباح لينقذوه
لم يجدوا إلا آثار دماء
وجملة مكتوبة على الرمال
سأعود ومعي قلبي وأميرة أحلامي
حمل جراحه واثقال شعبه الذي لا يبالي
صعد إلى أعلى قمة جبل تاهوت
إنتصب الليل والجميع يبحث عن جثته
وأنا أضحك
كنت أوقن أنه سيشرق
فكيف يهلك من به هذا الوهج
كيف يضيع في الزمن
من له روح شفيفة
أعرف أنه يعيش ليلا في كهف منيع
لن يصاب نبي مبشر بالحب
ستحفظ ذكراه دفاتر الجناة
وسيبعث من ذاكرة المريدين
لن اسميه درويشا أو صوفيا
فهو لا يشبه الحلاج ولا الرومي
إنه وجه الشمس الذي يملأ نورا
إنه تحدي الخيانة
إنه شعاع طليق
إنه الإلهام ألذي إن غاب ساعة
يأتي من الصمت
إنه أللا زمان اللامكان
إنه صوت الصدى
ناج من كمين الخريف
ليصبح ربيعا في زمن اليأس
سيد ابو نصيره