#يوميات #قلم
بقلم الشاعر محمد صبي الخالدي
#طائرٌ #صنمْ
دخلَ باحةَ داري
طائرٌ صَنمْ…
من حيثُ أَعلمْ ولا
أَعلمْ……
ألوانهُ كثيرةٌ وأشكالهُ متعددةٌ
برأسهِ عينٌ واحدةٌ تَجدَها بكل شيئ
وَهَمْ
تارة حمراء وصفراء وزرقاء وتارة سوداء
كالفحَمْ
أقرأ بعينهِ حقدا دفيناً
زُرع بثرى
القِدَم
أحشائه متكاملة ولكن ينقصها القلب
وشرايين
هيكله طافح فوق جلده تسري بداخله
الحِمْمْ………
تفاصيله الحديثةُ مرعبةٌ
أرى أرواح تصارع الموت بين كفيهِ .. وليس له
فَمْ
يصوب نظرهُ للشرق وللغرب
كانهُ يتوعدُ الطيور … والأشجار والأنهار … والبحار
والكهول … والكبار ...والصغار ..
والنساء … كل على سواء
وأحسستُ على إفتراسِهِم
عزمْ
أرى قلادتهُ نُحتت من حجرةٍ
حجرة مثمرة … بطلعها مزهرة
مزهرة… برؤوس الشياطين … الطائرة … بسماء
الظُلمْ
وعلى جبينهُ رسمَ الموتُ أنهارهُ
وعلى ضفتيهِ
خَتمْ
جلبابهُ رثٌ أسودٌ مقرفٌ مخيفٌ مضلعٌ
كالهرمْ
كأن الأيامَ والاحقابَ والدهورَ
قد طواها تحتهُ .. وإستعملها
خَدمْ
وإنها جميعها قد أوغل بها الوباء
والشقاء … والرياء … والجفاء ولصحَتِها
هَدمْ
وبينما أنا بين هذا وذاك
وإذ إخترق سمعي أنين لن يستطع حملهْ
قَدمْ
أردفها صوت نحيل يوحي للسمع إن صاحبه مريض
لا بل يلفظ أنفاسه وراء جلباب
الصَنمْ
يقول لي
أنا توأمك كان العناق لم يفارقنا برحم الزمنْ
أنا الوطنْ…
أنا الوطن…
قرة عيني…
تركت لك على طاولة الحرية لك
قَلمْ
إمسكه بقوة
وأُكتب حتى يتمزق جلباب
الصنمْ
حتى تخرجني من غياهب جُبهِ اللعين
وأفيضُ عليكَ
بالنِعمْ
حتى تحيا وأخوتك سعيداً
وأنتزعُ منكمُ
الوهَمْ
فقط إخرجني … وسوف ترى إنكم ستعانقون
الشِممْ…
ستعانقون … الشمم
أخرجني … أخرجني
بقلمي
محمد صبي الخالدي
19/5/2020