صراع البقاء
بقلم الشاعرة روضة الدخيل
لم أنج ُ بعد منه
إذ بدا
كحيّة رقطاء
سمومها ناقعة
ألوانها سوداء
هذا الزّمان
في كلّ صبح و مساء
قصص امتهان
تعب
شقاء
هدّ أوصال
وجع أوصاب
شتّى صنوف
من عناء
يفترش
مسترسلا كلّ الكيان
والوهن
قد نال منّا مبارزا
والخصومة بيننا كما
بين ذئب وحمل
والقدر نديم خبث
و عدوّ للوداعة
ولذا
محسومة نتيجة الصّراع
إذ لا نزال شريف
بين مارد وضعيف
قد نال منك يا رفيق
بلا عناء
في معركة وجع السّنين
وأنت تسعى بكلّ صبر
والّلقمة مغموسة
بعرق قهر
وأنا أتابع جهدي
أحثّ مخلصا خُطاي
فأكتفي بحصير
يتكوّم فوقه هيكلي المنهك
و وسادة
ما مسّها من الأحلام
إلّا كوابيس فزع
كوخز إبر قنفذ
تنبو بها الهام
دع عنك كلّ مرارة الأيام
فحتّى الشّمس
تنسى التّسلل إلى مناجم معتمة
كي لا تلوّن بالضّياء
بضع بقاع من أمل
كي لا يدمن الجياع
رغيف خبز بالعسل
وإنّما عليهم الاكتفاء
بالقليل والنّزر
لكنّنا نتعهّد
وإن حرمنا الرّاحة
وما
ناله الولاة والأعوان
من بحبوحة
لكنّنا معا
نترافق
كي نواجه بعناد
نوائب الأقدار
ولن نغيب أو ننهار
لأنّنا سنبقى
أنا وأنت
في ملعب الكون
تحت شعار
ممنوع والمنع قاطع
دون جدال
التّنازل
عن حقّ التّواجد
في الحياة
روضة الدّخيل