( موطن العزّ )
بسام الأسبر
يا موطنَ العزِّ صار العزُّ أشجانا
لا عاشَ عهدُ يُريكَ الدهرُ أحزانا
صفوٌ يَعَزُّ على نفسي تكدُّرُهُ
وقُبلةٌ لِفؤادي حيثُما كانا
أسطورتي سوريا النُعمى وخاطِرَتي
كم جرّعتني خمورَ الحبّ ألوانا
ذاكَ النَضارُ بروحي ماألَمَّ به
وكيف جانَسَ أوراماً وأدرانا
جُرحٌ يُبلّغُ والأخصامُ قاصِدَةٌ
كم يُسرِفُ الظلمُ في تبليغِ جَرحانا
كأنَّ عُمرَ المآسي في تَجلُّدِنا
ونزوةُ الخطبِ وِقفٌ في حُميّانا
قد أمعنَ الدهرُ تمزيقاً فَجذّرنا
ووحّدتنا على الأيّامِ بلوانا
فَليعلمِ الخصمُ ما تترى مظالِمُهُ
سيكسبُ النصرَ من في الصبرِ أبقانا
تَمَنطَقَتْ بِنِطاقِ الحقِّ وثبَتُنا
على الأباطيلِ ضُلّالاً وأوثانا
من الأمامِ طُغاةٌ جُلُّهُمْ عَجَمٌ
ومن وراءٍ سليلُ الغدرِ يلقانا
ونحنُ في الساحِ سطّرنا ملامِحَنا
كَمَنْ أعدَّ لِساعِ البغيِ طوفانا
يا للشبابِ الطهورِ الحُرِّ يَحفِزُهُ
عزمٌ وتستلهمُ الجُلّى عذارانا
كأنّهم وضَروسُ الحربِ لاهِبَةٌ
وُرّادُ موتٍ زُرافاتٍ ووِحدانا
تعانقَتْ في وغى الجُلّى أشاوسُنا
وأذعَنَتْ غائِلاتُ الشرِّ إذعانا
ما ضرَّ بالله تقديساً تنوُّعُنا
ما كان في البدءِ دينُ الله أديانا
فالعقلُ أوفى رسولٍ في عبادتنا
والوعيُ كان لشعبي الحرِّ رُبّانا
تقوى على العاتياتِ السودِ لُحمَتُنا
شعباً وجيشاً وأحراراً وأركانا
سيأتي يومٌ يقولُ الكونُ في وطني
بالحبِّ أطفأَ هذا الشعبُ نيرانا
وتنطِقُ الأرضُ إذ تمشي فيالقُنا
سبحانَ من قد أتاهُ النصرَ سبحانا
بالأمسِ كان على خَطبٍ ومَصرَعَةٍ
واليومَ عادَ خَصيبَ القلبِ ريّانا
بقوّةِ الحقِّ عارضنا تشرذُمَنا
و بالإخاءِ التقينا ما أُحَيلانا..!!
شعر: بسام الأسبر