قصيدة (ََصَخبٌ صخبْ )
بقلم الشاعر يحيى عبد الفتاح
صََخَبٌ صخبْ وعمرُ ذهبْ
وفرحٌ نَضَبَ ويحهُ صخبْ
أتى على كـلِ ما أتى
فَـرَاحَ بأفراحٍ وأتى بالنَّـصَبْ
ومـوتٌ وصـوتُ نعيـقٍ غَلَـبْ
فهجرت عصافيرُ غصناً رَطِبْ
ضـميرُ تَخـَلَّى وحُـلُمٌ تولَّى
فلم يُبْـقِ إلا صريخَ الغـَضَبْ
صَـفيرُ الرياحِ يئِـزُّ المَـرَاحَ
ويأتي من كلِ وادٍ وحَـدبْ
صنوفُ الأماني وكلُ الثواني
تعاني جفافاً وقَفْـراً وجَدبْ
فلا وقتَ إلا ثـَقيـلٌ بـطيئٌ
تَـشَـابهَ فيهِ سـعيدٌ وصَـبْ
تُـحبُّ كأنَّ المُـنَى والضَّـنَى
لهـيباً يرعـى فـي كـلِ قـلبْ
عـذابٌ سـرابٌ وقَـفرٌ يَـبَابٌ
كسيح الخُطى في كلِ دَرْبْ
قُـبـُورٌ تثـورُ وحيٌ يمـورُ
وأرضٌ تميـدُ فياللـعجَـبْ
كأنَّ الرَّدَى يجـوبُ المدى
ويوم النشورِ دنا واقتربْ
وكلُ الخطايا لكلِ البرايا
كتابٌ فصيحٌ وقدرٌ وَجَبْ
ونارٌ ودارٌ صـارت دماراً
من أين يأتي إليها الحَطَـبْ
وروحٌ تروحُ وموتٌ يجيئ
فيـبعثُ فيها شـروقاً غَرَبْ
وقلبٌ تاقَ ليومِ الرواحِ
دنا ساعةً منه ثم اغتربْ
يجوب ضِياعاً ويشكو ضَياعاً
يمزقُ فيه صغـيرَ الإرَبْ
سألتُكَ رَبِّي هدايةَ نفسي
ومن لي سواكَ إلهٌ وربْ
بقلمي ( يحيى عبد الفتاح )