طائر مجنون
بقلم الشاعر صلاح محمد الصالح
أيها الطائر المُحلق
في سماء بلادي
ما يُخيفك ؟؟
ماهذا النفور من أشجار تُحبها
تخاف أن تحط على اغصانها المسلوبة
تدور وتدور في الهواء
تتهالك أجنحتك ويتساقط
الريش منها واحدة تلو الأخرى
سوف تسقط مرغما
في مستنقعات العفن الآثمة
وتتحلل كما كل شيء فينا
أخبرني كيف تتجول في ذلك الفضاء
الذي يأزه رصاص الأرض
كيف نجوت من مجون البنادق
وأين تختبئ في جو السماء
فكل حبة قمح في حقول بلادي
تنتج سبع مخازن رصاص
وكل مخزن فيه مائة رصاصة
فكيف تنجو من هذا البلاء'
أأحصيت الأرواح التي مرت بجوارك
هل تعرفت على الأسماء
أسمعتهم يقولون شيئا
هل أخبروك شيئا
أسمعت لهم صيحات
هل كانوا سعداء ؟؟؟
أما أستشعرت فيهم
هِجرة السلمون في نهر الخِواء
بكتّهم أنياب الثعالب
وأقامت لهم اجمل مراسم العزاء
ألم تمر بك ضحكاتهم
أما كانوا سعداء'؟؟؟
أأخبروك عن جيل محنطٍ في صور
شيئ يشبه الشباب
وارقام في سجلات الإنتظار
المنزوية في جيوب الحكماء
أيها الطائر العنيد
سأشعل لك سيجارة تبغ محليّ
نكهته من ريح بلادي
ووقدته من الآفاق
صلاح محمد الصالح
ربيب الروح