سفر في العشق.
بقلم الشاعر بودر أبو بسمة
لكل إنسان في نفسه مُتَع
يلهو بها ويراها غيره عِللا.
تلك العيونُ غَزَتني إذ مَررت بها
فأصبح القلب بالأشواق مُشتعلا.
وأرقُب الليل تلو الليل ذا قَمرِ
إذ غاب عني به الفؤاد قد شُغلا.
أظَل أصعد في الزُّقاق أنزِله
وأرقُب الفُرنَ كل من به دخلا.
حتى إذا بَزغت كالشمس مُشرقةً
وثار في قفصي الفؤاد وانفصلا.
ورُحتُ أتلو خُطاها غير مُكترثٍ
ولاارى الناس من حولي سوى طللا.
فلوَّحت لي خُفيةً يدٌ، ويدٌ
تَرُد شعرا فوق عينها انسدلا.
تخالُ أنشودةً من خطوها عُزفَت
من حولها الراقصات شذوُهن علا.
تمشي الهوينا بموكب بلا حرس
وخدُّها مُحمَر امتلا خجلا.
ومن شفاهٍ بلا حُمرٍ بدت شفقا
تُفرق البسمات البيض والقُبلا.
هيفاء تُغري إذا سَقتكَ من يدها
مهما يكن علقما تخاله عسلا.
كم قدَّم القلب للحبيب من نُسُكٍ
وهدَّم الشوق في الأحشاء كم جبلا.
من يَدعي العلم بالهوى يُمرِّ غه
ويكشفُ التِّيمُ في فؤاده الخللا.
إذا أُصبتَ بداء لا دواء له
فالعِشقُ طِبٌّ لا يُرى له بدلا.
ولو جمعتَ دموع العشق في بِركٍ
لَكَونَت بحر العشاق مُنفصلا.
وصار بنكٌ لِجمع الدمع مُشتَرطا
لمن يريد ولوج البحر ممتثلا.
شعر:بودر أبو بسمة .فاس. المغرب