إلى الحق المآل ــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصيدة في رثاء شقيقي المرحوم محمود ابراهيم الجوابرة
(أبو محمد) قي ذكرى وفاته عام 2002م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بموتكَ يا أخي ضاق المجالُ
وبعدكَ يا أخي هام الرجــالُ
فكم قالوا وكم عادوا طــويلاً
على أفواههم ... كان المـقالُ
أيا محمودُ ..يا إبن الأركارم
ونسل الطهرِ يعلوهُ الحــلالُ
أيا محمودُ ... يا شهماً كريماً
ويا سيفاً ... تقلــدهُ الرجــــالُ
ويا بدراً ... أضاء لنا طـريقاً
ويا شمساً ... تعانقــها الجبالُ
ويا من كنتَ للحقِ نصيــــراً
ونصر الحقِّ تسبـقهُ الفعـــالُ
وكنتَ إذا دعاكَ القـــومُ يوماً
لرفع الظلمِ ... يتبعهُ الضلالُ
تسابقهم .. بلا وهنٍ وضعفٍ
تناصرهم .. إلى الحق المآلُ
بأقـــوالٍ ... ترددها كثيــــراً
صدىً لا ينمحي منها الخيالُ
وأفعالٍ ... يطبــــقها كـــرامٌ
ستبقى يا أخي فيــنا الخصالُ
*****
رحيلكَ يا أخي .. قبل الأوانِ
كصاعقةٍ ... تخر لها الجبالُ
فعيني يا أخي ذرفت دمـوعاً
كعاصفةٍ ... تلازمـها الرمالُ
كساقيةٍ ... تحركـــها خيـــولٌ
كنهر النيلِ ... يغريهِ الجمـالُ
شقيــــق الروحِ يا كل الحــياة
لساني عاجزٌ ... منهُ الســؤالُ
فجسـمي يا أخي زادت علـــيهِ
تجاعيدٌ ... وأمراضٌ عضــالُ
نزعتَ الروح من جسدٍ مريضٍ
وعقلي ... راح يطويه الخيالُ
وقلب ... يكتوي نار الفـــراق
وأيام ... يســــود بها النضالُ
*****
أخي يا صحبة العمر الطويلِ
وخير العـون في الدنيا دليلي
أخي يا شـــعلة الحـب الدفين
وينبوع الشهامة .. والأصيلِ
تركتَ الروحَ تهوي في مداها
تركتَ العين ترضى بالعويلِ
تركتَ النار تغلي في الصدورِ
وتكوي جبهة الإبن النحـــيلِ
منيرٌ يا أخي قبرٌ ... حـواكَ
بنور اللهِ والصيف الجميـــلِ
سعيدٌ كل شخصٍ قـــد رآكَ
بأنوار الهــدى ذات الدليــلِ
أخي ... يا قرة العينِ وداعاً
وداعاً مهجة القلب العليــــلِ
*****
أيا بسـتانُ يبتلــــعُ الخـــطايا
أيا محمودُ .. يا حقل السماحِ
ويا من كنتَ تأتيـني صــباحاً
وما أحلى قدومكَ في الصباحِ
تشد الأزر عنــــــد النائبـــاتِ
وتعطيني كلاماً ... ذا ارتياحِ
وفي الأفراح تعطي البيت جـواً
بهيجاً .. يحتوي حسن المــزاحِ
وعند الجــدِّ تعطيــني كــــــلاماً
صريحاً يحتوي بعض الجــراح
لساني ينثني طبـعاً ... سكــــوتاً
عن الشكوى ... وأقـوال المباحِ
وداعاً ... يا أعـز الناس عنــدي
تركتَ الروحَ في عصف الرياحِ
وداعاً يا أخي . يا نصف روحي
ونصفي ... بات مكسـور الجناحِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحر الوافر
بقلم الشاعر رجب الجوابرة