هلوسات
بقلم الشاعر عزت طاهر أبو كشك
ما بعد السحر..
وما قبل الفجر..
ليل يعقبه نهار،
نهار يعقبه ليل،
وانا على حرف الانتظار.
شتاء يعقبه ربيع،
وربيع يعقبه صيف.
ولكن لا زهور ولا ثمار.
كيف اجتمعت غابات وصحاري
وشمس محرقة وظل عوسجة.
ولا طائر سنونو ولا ظبي يمر.
اوقدت ناري على علم.
انتظرته يراني.
اشاح بوجهه وقال :
ألم يشفيك الانتظار؟
هو في الجنوب يتكئ على حلم
وانا في الشمال.
اتوكأ على وهم وامشي على شوك
الانتظار.
لعله يهرب مني ظلي.
ليلاقي ظلا تمحوه الرمال.
اتشبث (بسمرة) واتفيأ (بحصاة)
ويطول الانتظار.. ويا طول انتظار.
هي غربية كالشمس..
ملتهبة في الغسق.. كأنها الجمر..
وانا الشرقي في عشقي المجنون..
مللت الانتظار..
لست صديقتي
لست حبيبتي..
لست عشيقتي..
لأني بلاك بلا أفق.
بلا شمس..
بلا نجوم...
ولا قمر يطل على كوخنا المهجور
في زاوية منسية.
وينتظر بساط الريح
واجنحة البراق.
تحمله لحائط هناك.
تعرج به سماء..
ويرنو إلى الشاطئ.
الي البحر..
يسلك (وادي الصرار)
اصرار للوصول إلى كعبتك
قبلة العشاق.
ليلا ونهارا.
قالوا (في الفجر يحمد القوم السرى)
وقال :وانا الساري لقبلتك ليلا نهارا
عاشق للنخيل.. للزيتون.
لشاطئ البحر والرمال.
قالت :وعلام تنتظر.
فالرعاة قد سرحوا
والطيور غادرت اعشاشها
واعتلت السماء.
يا انت هناك تمرحبن وتلهين
تجدلبن الضفائر
و ترسمين على الشفاه
بشقائق النعمان..
قولي أحبك..
قالت :تعودت الصبر
كن على موعد فقد حان اللقاء.
فلا انتظار..
قد أذن الفجر ولاح النهار..
حبيبي
لا انتظار.
نغذ المسير.
صوب قبلتك.
فلا انتظار....
هلوساتي
ذات فجر
عزت طاهر أبو كشك
1/8/2020