السبت، 22 أغسطس 2020

خنساء الشام

ماساة طفلة للشاعر حمودة سعيد محمود

 مـــأســـاةُ طفلــةٍ

بقلم الشاعر حمودة سعيد محمود

تتقــدمُ الدنيـــــا ولا نتقــــــدمُ

فيُجنُّ في نفسي متى نتحرَّرُ ؟

من ألفِ عامٍ والقلوبُ جريحةٌ

فيها الطغاةُ على الضعافِ تنمَّروا

في كلِ شبرٍ في البلادِ فضيحةٌ

  والظلمُ في أعماقِهَا يتفجَّرُ

***

أينَ الدموعُ ؟وأينَ ما ملكتْ يدي؟

أينَ الذين من الذنوبِ تطهَّروا ؟

تلكَ الدموعُ الطاغياتُ قطفتُهَا

من طفلةٍ برَّاقةٍ تستبشرُ

ذهبتْ لتمرحَ في الحياةِ كغيرِهَا

وجدتْ كلابًا في الطريقِ تضوَّرُ

رجعتْ تقصُّ على أبيها ما رأتْ

  وجدتْ أباها في القبورِ يُبعثر

***

كادتْ تُجنُّ من البكاءِ لِمَا رأتْ

حدثًا يشيبُ لهُ الوليدُ المشعرُ

تفْرِى المجاعةُ والسياطُ بجسمِهَا

فـــريًا يبوحُ لهُ الزمانُ الأغبرُ

فثنى عليهــا الخائنونَ بغدرِهِم

  وبدتْ تنوحُ على صباها الأقْبُرُ

***

ما ذنبُهَا حتَّى تراقَ دماؤها ؟

وبراءةُ الأطفالِ لا تتقدَّرُ

يا أمتي عارٌ عليكِ لتكتمي

دينًا بناهُ المصطفى المُسْتَأْثرُ

أفكارُنَا وسط الزحامِ تبلَّدتْ

وبناتُنـــــَا عندَ الطغاةِ تُبوَّرُ

أعداؤنا زرعوا الفسادَ بأرضِنَا

  وحياتُنَـــا في ظلِّهم تتــدهورُ

***

فإلى متى نرضى الفسادَ لدينِنَا ؟

وقلوبُنَا بالظلمِ لا تتأثرُ

أينَ الفرارُ من الفضيحةِ أمَّتِي ؟ 

أينَ الرثاءُ لثاكلٍ تتحسَّرُ ؟

أينَ الجهادُ ؟ وأينَ دينُ محمدٍ ؟

أينَ الأئمةُ والصلاةُ تُؤخَّرُ ؟

نفسي فداؤكِ أمَّتِي فلتعلمي

إنَّ الإلهَ على الطغاةِ لأقْدَرُ

****

شعر / حمودة سعيد محمود

الشهير بحمودة المطيري


خنساء الشام

About خنساء الشام -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :