عبق النبوءات ..
بقلم الشاعر محمد الفضيل جقاوة
ـ خمسون يوما مرّت على رحيلك وما زال الجرح
نا زفا بأكثر مما كان ..
.
أودعتُ قلبي بسفح بين أمـــــــواتِ
و عدتُ يتبعني قـــــهري و مأساتي
.
الصدر مـــن فرط الأحزان منشطر
دام يثبّط بالأشــــــــــــواق خطواتي
.
عاد الجميع إلى لهــــــــــو وغانيّة
و عدتُ يذبحني حزني و آهــــــاتي
.
ولّوا كــــأن رحيل القلب لا حدث
و ما دروا أن شطرا شُقّ من ذاتي
.
و مـــن سوايَ رأى الحسناء قائمة
و الكلّ يمخر فـــــــي يمّ الخيالات
.
و من سوايَ رأى الأخلاق سامقة
تحيي بعشّ الهوى عبق النبوءات؟؟
.
الروح عندك كالأرجـــــــــام قائمة
و الفكر فيك حبيس كـــــلّ أوقاتي
.
هــــــــــــذا أنا طلل ولّتْ مباهجه
يوم الرّحيل هوتْ صرعى مسرّاتي
.
قالوا تجلّد .. و ما ألفيت لي جلدا
أنا الهباء فما تُخْفى انكســــاراتي
.
و كيف يصبر مــن جافته نبضته
و أيقظت في حلك البلوى مناحاتي
.
قد أضــرمتْ لهب الأشواق راحلة
كانتْ بها وَلَـــــــهًا تحلو مـــلذّاتي
.
أسكنتها القلب غــــرّيدا أهيم بها
و الليل يرشف من أنوار مشكاتي
.
أبوح للناي مــــــا ألفاه من كلف
فتكشف السّـــــر مهموسا مقاماتي
.
أسكبت للرست بعض الشّوق تجربة
فلم يطقها و أخزى الرّستُ نوتاتي
.
لكــــم يواسي الصّبا صبّا يؤرّقه
شوق تمــادى و ما أثنته دمعاتي
.
ناع نعى بطرا قلبي و ما ذرفتْ
عيناه رحمى و ما راعى انشطاراتي
.
يا خير راحلة كيف ارتحتِ و من
تخفّف الحزن فـي أصقاع ليلاتي
.
يشتاقك المصحف المهجــور عاشقةً
تتلــــــوه غضّا شجيّا دون زلاتِ
.
هــــــــذا إزارك متـــروك لحرقته
فلم ينفّلْ .. و لم يركـــــعْ لميقات
.
قـــد كنتِ للشعر إيقــــاعا و قافية
و كنتِ روحا بها تختــــال أبياتي
.
في كل حرف لظى ذكــرى تؤرقني
فكيف أنسى .. و ها حولي بنيّاتي ؟
إذا نظرتُ إلى الصّغرى يحرّقني
حزن تداريه خــوفا من عذاباتي
.
تغالب الحزن جبّــــــارا و تكتمه
حتى تَخِفَّ بما تأتي ضـراماتي
.
قد كنتِ لــي سندا للــه يرجعني
إذا ادلهمّت بليل الزّيغ ســاحاتي
.
فما أنافس خِبّا فــــــي مطـــامعه
و لا أزكّـــي غويّا فـي انتخابات
.
و لا أنمّق أشــــــعاري لمغتصب
باع العروبة فــي سوق النجاسات
.
أردى المروءة فـي أحضان عاهرة
هيهات يُرجــــى لبرّ في الملمّات
.
ما المجد إلاّ رضى الرحـمن موقنةً
و ما ســـــــــواه لديـــدان و حيّات
.
نامي هناك لــدى الرّحــمن آمنة
قد اصطفاك عــــلى حبّ لجنّات
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
26/09/2020