هَب عُمْرِي وَصْلًا
بقلم الشاعرة ماريا غازي
هَب عُمْرِي وَصْلًا يحييني
فَالْعُمُر يَبْدَأ حِينَمَا أَلْقَاك
ضمدت جِرَاحَ الْمَاضِي و مَا يشقيني
و وَقَفْتُ عَلَى قَلْبِي . . . فَمَا أدْرَاك ؟
كَم جُرْحًا نَزَف فِي صَمْتٍ كَم ضِمادَة ستعطيني ؟
يَا مَنْ راهنتُ عَلَى شِفائِي بهواك
لَا تذبحني الْيَوْم فَمَن سيداويني
لَا ظَهْرَ فِي الدُّنْيَا لِي وَ لَا وَجْهًا . . . لَا ذُخْرَ إلَّا عَيْنَاك
زَادِي لَهْفتِي الصَّادِقَة و حنيني
و دُمُوعٌ تَرْقُبُ وَجْه الْفَرَح عَلَى الشِّبَاك
تُشَاوِرُ بِمَنَادِيل الْحَسْرَة كُلُّهَا و تَرْمِي مَا كَانَ يُبْكِينِي
قَبْلَ مَجِيءِ الْعُمْر عَلَى يَدَيْك . . . عَهْدًا كَانَ مَقْرُونًا بِالْهَلَاك
خُذ كُلِّي قناطيرا مِنْ كَلِمَةِ أُحِبُّك و اِحْتَجَز وتيني
لَكِن . . . لَا تَكْسِر نَظَرِه الرَّجَاء و لَا تَجْعَلْنِي أَعِيش بحيرتي فِي عِرَاك
بَيْن نَارِك و نُورَك و جَمْر حُبُّك و فتورك . . . لَيْس يُرْضِينِي
و يُرْضِينِي . . . . يُرْضِينِي الْمَوْتُ عَلَى مِلَّةِ هَوَاك
فَهَب عُمْرِي . . . إنْ كَانَ يُرْضِيك . . . وَصْلًا حَقِيقِيًّا يحييني
هَب عُمْرِي وَصْلًا
مارِيا غَازِيّ
الجَزَائِر 2020/10/02