رحيلُكِ إنتشاءٌ
بقلم الشاعر سمير بن فرج
اليوم لن أبكي البين و رحيلك عني ...
فديت روحي لأجل عيونك يا روحا مني...
أنت من تصنع الصدود و هجرني و خان ودي...
و قلتِ أنكِ ستضلين شمعة بين أضلع فؤادي...
فمهما دعاني الحنين و أدمى قلبي صمتك...
فأنا نسيتُ مذاهب العشق و لن أعود إليك...
أنت من زرعت ورود الإشتياق على الشرفات..
فجمعتها و الشوك يمزق أنامل تخط لك أشجاني...
و وعدتني بالوصال منك و كان اللقاء أملي...
أنت من بعثرت بنود عهدنا و محيت سطورها ...
يا من زهدت في حبنا و نسيت قصصي و كلماتي...
اليوم لن أبكي أحزاني و أشجاني و رحيلك...
فالنسيان نعمة و أنا فيها أنعم بذكرياتك...
أقف عاجزا عن الكلام أمام كلماتي...
ووقفت دهرا أتأمّل أمام محرابي محرابي...
أتت معذبتي فخلتها أتت وهي لم تأت..
و كأنّ الغرام يدعوني إليها و إلى ألحاني...
أكتب لك كل ألوان القصائد و التجلّيات...
و اليوم أنادي و أقلامي برحيلِ همساتك...
يا من باع مودتي و قتل كل ورودي...
يا من إرتوت بأنهار الحب و أقداحي...
يا من قتلتني و غسّلت جثماني بماء مقدس ...
قد إحترقت رسائل الغرام و اليوم لن أعود إليك...
وعدتُ أنني لن أخونك لكنكِ أنتِ من خان عهدي...
و عبث بتراتيلي و هدم مذبح معبدي...
أنتِ من كُنتِ أيقونة و بين الغزل و المفرداتي أعاتبك...
أعيب الزمان و العيب فيها و أنا أشكوها و جراحي...
نسيتُ كلّ المعزوفات و كرهت الأزجال ...
و سئمت من عبراتٍ تبلل زهرات عيوني...
كفاني حزنا على من لا يأبه بأحزاني...
و كفاني طقوسا و حكايات لستُ أرويها....
لأن قصة حبنا أسطورة فداؤها طقوس جنوني...
سمير بن فرج تونس