بكاء المطر
بقلم الشاعر سامر برقيو
مطر شارد
على الرصيف
يرسم سيولا متمردة
تشق رحم الظلام
تنبعث رائحة الكون
و تعانق التراب المكلوم
فيحدث النزيف..
لوحات حزينة
تبدعها المياه
بين فجوات
غربال الأضواء الشاحبة
والقناديل الخافتة
تداعب السواد..
تلك العيون المنكسرة
خلف النافذة المهترئة
ساكنة تتابع
الفصل الأخير
ترتقب الفرحة
في عرس الختام
َوبريق معدن الأشواق
بعدما طال النحيب
وغادرت الأطياف
موقد الشموع
وانكمش الماضي
خلف الذكريات..
إرهاصات الدموع
من مقلتي صبي
يعزف على وتر صدئ
سيمفونية الحياة
تضيع الألحان
مع أصوات الضجيج
و الرياح تعاكس الدجى
وتسرق مديح البكاء
من الأفواه الجائعة
يغالبها الصدى
و يتمهل المدى
في قراءة لغة البؤس
مع صراخ الامعاء الفارغة
إعلانا للعصيان الأبدي..
هذا الليل البهيم باق
وانحناءة الوجود
استعدادا للختام
تهش الكون الكهل
وتعلن دوام الحداد
على اغتيال الإنسانية
في مقصورة الزمن
والمطر الغاضب شاهد
على التربة العذراء
يوقع المحضر
والحكم سينفذ
بعد كر وفر
بقانون البشر...
بقلمي: سامر برقيو