تعاويذُ الظلامْ
بقلم ااشاعر عبدالله الرخا
في الطريقِ..
نقفُ رويدًا رويدَا
ثم نواصلُ المسيرْ
نمتصٌّ..
من تجاعيدِ الجراحاتِ
أحلامَ الذاكرَةِ
و أحلامَ الحياةْ
و نغيبُ عن الحزنِ
و الفرحِ..
و عن فسْحةِ الربيعْ
ثم نحيا في هذه الأرضِ
دونما عناوينْ
و نعلنُ نعم للحبِّ
و لو مرةً..
نعم للعشقِ الأحمرِ
و نعم لرُضابِ الذكرياتِ
كي نفرح بأحلام الأرضِ
و ندع الأيام تنزفُ..
لصهيلِ الذاكرةِ
و أيضا..
لصهيل الكلامِ..
و عذاباتَ السنينْ
ثم نهرعُ للتيهِ..
الذي بيننا
أو خلفنا..
نناجيهِ
كي يراودَ
هذا الوجعَ
في آهاتنا..
و لو لحظةً..
حتى نلملمَ..
جراحاتنا القديمَة
و نتقاسم الخَطوَ..
مع الأصدقاءِ الراحلينَ
على بقايا قبلةٍ..
في الشفاهِ أو الجبينْ
لكننا..
سنرجعُ اليومَ
الى حينا..
كي نعانقَ غياباتناَ
و نشاغبَ..
صرخاتَ العمرِ
و آهاتَ أصدقاءناَ
الطيبينْ..
العاشقينْ..
ثمَّ نرثلُ..
عوالمَ الحبِّ..
في أغنيةٍ..
في سمفونيةٍ للعذَارَى..
التائهينْ..
نتعرى لصدرٍ..
ضاع في العمرِ
في الخطىَ
كشهدِ عسلِ..
الذين ترَجَّلوا
غبار المسافاتْ
بعيداً..
هناكْ..
و شنقوا أرواحهمْ
بتعاويذِ الظلامْ..
تعاويذِ الليلِ...
ليحجُبوا عنّا..
تقاسيم تنهيدةِ..
عروسٍ..
في ليلتها الأولى
و عجزوا..
عن إشعالِ..
ضوءِ الصباحِ
ثم أطلقوا..
أغنياتهم البئيسَة
بؤس الفقراءَ
و ساروا في الأرضِ
يهمسون لطلوع الفجرِ
و يتسلقون السحابَ العابرَ
علهم ينشدون ضوء القمرِ
و يغنون للطائر الحزينِ
أو يزرعونَ نبضَ الروحِ
نبضَ الربيعِ الأخضرِ..
و نبض الأزهارْ..
فدعونا نُرتِّبُ..
أشيائنا وحدنا
دعونا نزرع السنابلَ
في فيافينا..
في صحارينا..
التي تهدينا الدفء
في الصباحِ..
و في المساءِ
دعونا نحب بعضنا
و نسافر في أحلامنا
نمضي بلا ظُلمةِ ليلٍ
بلا بوصلةٍ تكبل خطواتنا
بلا حبالٍ..
بلا سؤالاتٍ..
بلا جراحاتٍ..
بلا نزيفٍ بين أزمنتنا
دعونا..
هذا الصراخُ ينسابُ..
هنا بين حروفِ أجسادنا
أعماقنا..
و بين اشتهاء الماءِ..
و غزارةِ المطرِ..
هذا الجرح المُرُّْ..
و هذه العقاربُ..
الثكلى..
التاهئةُ في الأرضِ..
في هذا المدى..
أيت سادن أسايس تالوين
08 دجنبر 2017