عُمْرٌ عَلى الرَّصِيف
بقلم الشاعر محمد خالد الأمين
تَسْمُو نُفُوسُ الكِبْرِيَـــاء وَتَبْهَجُ
...... وَجُذُورُهَـــــا نَسَبٌ وَأَصْلٌ يُدْمَجُ
تُسْقَى مِنَ المُزْنِ النَّقِيِّ عُصَارةً
...... وَيَعُمُّ كَوْثَرُهَـــــا سَخَـــاءً يُؤْرَجُ
خُذْ مِنْ قَنَاعَتِكَ المَكَــارِمَ سُؤْدَدًا
...... وَمِنَ الكِتَــــابِ دَعَامَـــة تَتَدَجَّجُ
فَاجْعَلْ لِروحِكَ مِنْ لُبَابِكَ مَسْلَكًا
...... وَمِنَ الوَرِيدِ حَيَــاة نَبْضٍ تنْهجُ
وَالنَّفْسُ فِي كَرَمِ الفَضائلِ شُعْلَة
...... تُرْدِي الصَّدى مِنْ أَضْلُعٍ تَتَشَنَّجُ
الرَّأسُ أذْكَـــاهُ المَشِيبُ صُهَارَةً
...... وَصُرُوفـــــهُ ضَاقَتْ عَليْهِ تُهَيَّجُ
وَالشَّيْبُيُزْهِرُ فِي الخَرٍيفِ كَأَنَّهُ
...... يَدْعُو إِلَى زَادِ الرَّحِيــلِ فيُزْعِجُ
هَذَا شِعَــارُ العُمْرِ قَدْ أوْحَى بِهِ
...... قَدَرٌ وَفِيــــهِ المُنْتَهَى وَالمِعْرَجُ
وَسَكَنتُ هَذَا العُمْر مُلْتَزِمًا وَما
...... أَحْشَـــــاؤُهُ خُلْـدٌ وقَـــــزٌّ يُنْسَجُ
فَتَرَى سَرَابَ المَجْدِ يَدْنو خَادِعًا
...... وَالعُمْـر فِي أحْضانــــهِ يَتَمَوَّجُ
لَا تَرْكَــعُ الأَيَّـــــامُ أَنَّى وُجِّهَتْ
...... هِيَ دَمْعَـــةٌ تَمْضِي وَلَا تتَعَرَّجُ
وَالعَيْشُ فِي كَنَفِ الفَنَاءِ كَأنَّهُ
...... لَيْـلٌ يَبُــــــورُ وَفَجْــرُهُ لَا يَبْلُجُ
وَتَخَالُهَــا تُصْغِي وَأَنْتَ مُغيَّبٌ
...... وَعلى القَفَــــا أوزارُهـا تتأجَّجُ
وإِذَا بدَتْ للخلقِ زَاهيَــةً ومَا
...... أنْــوَارُهَـــا إِلَّا غَمـــــامٌ يَعْرُجُ
لَمْ يُثْنِهَا المَجْدُ المُرَصَّعُ والعُلى
...... حتَّى تَــدُوسَ بَرِيقَ مَا يَتَوهَّجُ
*****
محمد خالد الأمين