الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

Hiamemaloha

رحيلك انتكاسة للدكتورة هزار محمود العاطفي

 ( رحيلك انتكاسة )

بقلم د. هزار محمود العاطفي

رَحِيلُك كَانَ انتِكَاسة ..


كانَ أشبهُ بالمَمات


كانَ وجهاً آخراً ..


لِما يعني الشَتات ..


گ انشِقاقِ الروحِ


عِندَ لَفظِ السَكَرات


رَحِيلُك غرقٌ ..


دونَ حَبلٍ للنَجاة ..!


ها أنا ذا سأبقى


لليالي الموحِشات


بينَ جُدرانٍ تَضِيقُ


وشوارعَ مُقْفِرات ..!


تَذكرتُ قبلاً ..


حيثُ كُنا هائمين في رَواق 


نحْضِنُ الأيدي 


والشِفاهُ تستَلِذُ بِالعِناق


خِلسَةً كي لا يَرَانا


مَنْ كانَ يهوى الاستِراق


حَرارةُ الأنفاسِ ترجو


قُبلاتَ عِشقٍ في سِباق


أيُها الزَمنُ توقف ..


كُفَّ عن هذا اللَحَاق


كأسُ الهوى..


لا زالَ يَنْضَحُ اشتِياق..


مهلاً عليَّ ..


ياكُتلةَ الحُزنِ العُضال


وداعُهُ واللهِ فوقَ الاحتمال


فُراقهُ قَعرُ جَهنَّمَ اشتِعال


ماحِيلتي يا زَفْرَةً هَدّتْ جبال ؟


 ياموقِفاً.. 


آهِ كم .. عانيتهُ عِندَ الخَيال


كم مَرَّةً ، دَخلتُ معهُ في قِتال !!


ثُمَّ جاءَ ..


يَنْقَضُ گ انقِضَاضاتِ النِسور ..


في المَطار ..


الناسُ تُسرعُ في الحضور


وخُطوتي ..


تَمشِي على  لَهَبٍ  يفور


أسرعتُ ..


أبْتَسِمُ لهُ كي لا يثور


أمسَكتُهُ..


أمْسَكَ يدي كان الشعور


بُكاءُ قلبينا ..


وكِذباً .. عِيوننا تُبدي السرور


الطائرة ..


تَصِلُ المُدرج في ثَبات


وخافِقي يعتريهِ الإرتباك


أكملنا كُلَ أوراقَ السَفر


والحقائب ..


تزدحِم كأنهُ يومُ اشتباك


الوقتُ .. وهمّ لا يَمّْر


وأنا مع تِلكَ العقاربُ  في عِراك


كانَ النِداء ..


هيا استَقِلوا الطائِرة


مُسافِرونَ توجهوا


وأنا لعينهِ ناظرة


مُتَشَبِثٌ بِهِ مِعْصَمي


مِثلُ طِفلة حائرة


واغْرَورَقَتْ عيناهُ


ملئىَ بالدموع


وسمعتها هَمّْسَاً تقول:


أهواكِ إني مُسافِرة ..


إني أُحُبُكَ يا أنا ..


آها .. عيونُكَ ساحِرة


أخافُ يُرهُقها الأنِين


كنتُ بذاكَ مُكابرة


ألمٌ تَجَمَّعَ غَيْمَهُ


تُعْلِنْ بأنها ماطرة


ناداني دفءُ صوتهِ..


ياحُلْوتي .. 


فـ تَحشْرجت


لُغَةُ الوداعِ الطاهرة


كانَ الدُعاءُ مُشَاهِداً


ومَضَتْ حياتي مُغادرة


صَعَدَ  السَلالِم


بعدَ قُبَلٍ عاطِرة ..!!


كلمتُهُ مِنْ هاتِفي


والتغطية لي ظاهِرة 


ثُمَّ اختَفى عن ناظري


لَكِنَّ رُوحَهُ حاضِرة


سادَ السُكُون ..


أحْسَست .. لا أحداً معي


تَصَلَبتْ كُلُّ الحواس


يا طائرة لا تُقْلِعي ..


صوتٌ جواري لي يقول:


هيا .. ولَكنْ لا أعي


يا أُمّهُ مهلا عليّْ ..


ثُمَّ تَحَركَ مَوضِعي


أوصَلتُها دارَ الهوى


أُخفِي مُحِيطَ مَواجِعي


يا مَنْزِلي ..


يا دِفءُ حِيطَاني يا كُلُّ الصور


ما بالُ ضَوءُكَ ..


عن عيوني قدِ انحسر !؟


بَردٌ يُخَالُجني ..


والجو قطعة مِنْ سَقَر !!


مُفْرَغٌ ألقاك ..


وجَمِيعَهُم نَحوي نظر !!


يا مَنْزِلي ..


رَسَمْتُ أحلامي معك


وليسَ لي مِنْكَ مَفْر ..!


عُدتُ إليك ..


مُحَمَلاً شَتى الهُمومِ والعِبر


عُدتُ إليك ..


بعدَ أن غَابَ القمر


يا مَضْجَعِي ..


لا نومَ يهناني ولستُ جانبهُ معه


هذا المُفارق ..


بالله قولوا كيفَ يهدأُ مَضْجَعه ؟


ماذا هُناك ..


إني لأسمَعُ مِثلُ صوتَ القعقعة


أو رُبما ..


في داخِلي .. قامت قيامةُ موقِعة !!


فَوقَ السَريرِ مَدَاخِنٌ ..


مِنْ  فَرطِ  زَفْرٍ  مُوجِعة


مُتَقَلِبٌ مِنْ حُرْقَتي ..


لو نَاحَ فَرْشي .. أصْفعه


لستَ الوَحِيدَ مُدَمَرٌ


قد  دَمّرَتنِي  زوبَعة


قد دَمَرَتنِي زوبَعة ..!!


.........

د. هزار محمود العاطفي

اليمن

D Hazar Alatifi

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :