بقلم الشاعر هادي صابر عبيد
ظننتُ عِشقَ القلوبِ توهُمٌ مرام
وما علمتُ بأن العِشقَ سجنٌ يُقام
.
أقِفُ كُل صباحا على أطلالها هيام
كسجينٍ ينتظرُ الفرج يعد الأيام
.
بتُ في الشيبِ وأنا في الأحلام
سجاني غائِبٌ وأنا في الأوهام
.
نظرتُ إلى وجهي عيوني سِقام
ووجهي مُتجعدٌ يكسوهُ القِتام
.
أهربُ من عِشقِها أشغِلُ الرمام
باتَ في صدري عِشقُها غُلام
.
النهار يفضح عيون الهيام
الليل ما نفعُ بالحياة القيام
.
ما نفعت الحياة والليلُ لثام
وما نفعُ الليلُ لجني الإنعام
.
حاولتُ الخروج من الظلام
ينتابني الخجل والناس ملام
.
أكتِمُ سِر عِشقها عن الكلام
وإذا ما قتل الكلام يُزيدهُ آلام
.
ويا ليتها لم تكُن من صِلة الأرحام
ما خشيتُ حِرابا ولستُ مُلام
.
وما كُنتُ بين أهلي كطفل الأيتام
أستجدي من الناس صدقة الكلام
.
أُمها خالتي وأبوها من الأعمام
وليس لي في القومِ من يُحام
.
كمن علِق في صدرهُ نصلُ سهام
إذا أخرجهُ يُضام وإذا أدخلهُ يُضام
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
.