*مقلاع و حجارة*
بقلم الشاعر كمال العرفاوي
لن تُهزَم فلسطين الحضارة
ما دام فيها أطفال الحجارة
أطفال رضعوا العزّة و الكرامة
و الإقدام و الجسارة
في كلّ ركن و بيت و حارة
سيتصدّون ببسالة
لزحف الدّبّابات
و إغارة الطّائرات
غارة وراء غارة
بعزيمة من حديد
على قلب رجل وحيد
جسور عنيد
كأشبال الأسود و اللّبؤات
متشبّثين بالحقّ
في الحرّية و الحياة
سلاحهم في ذلك
قوّة الإرادة
و الإيمان بالقضيّة
و الدّعاء و العبادة
رغم التّنكيل
و التّهجير و الإبادة
رغم الخذلان من الجميع
من الّذين يجلسون لساعات
في الحدائق و المقاهي
يتحدّثون بإطناب
عن غلاء المعيشة و التّجارة
و الّذين يقضون
أكثر أوقاتهم في الخمّارة
و الّذين يرتادون دور الدّعارة
و الّذين جعلوا من الملاهي منارة
و الّذين انشغلوا بكرسيّ الرّئاسة
و السّلطنة و الإمارة
سيتصدّون للعدوّ المستبد
بمقلاع و حجارة
و سيرغمونه على الاختفاء
بملجإ ضيّق كجرذ في مغارة
و سنسمع من أفواههم بإذن اللّه
صيحات النّصر و البشارة
كمال العرفاوي