أبجديّة
بقلم ااشاعر غسان يوسف
أريدُ أن أصنع لكِ أبجديّة
غيرَ كلّ الأبجدياتْ
وبعض الحروف
تكدح نقشها
على صخرة صماء
لا تدي نفعاً
فبات نقشها
خرافة مستحيلة
أصبحَ العقلُ
مني في حيرة
والقلب يُملي
عليَّ أيهُما أختار
أَختارَ شوقاً
وأبوابُ اللقاءِ
مؤصدة
أم أختار حُلُمٍ
أعشقُ خيالهُ
الرحب الفسيح
أم وجعٌ يُراوِدُ
النبضَ عن نفسِه
وإن وُجِدَ أحدٌ منكم
لِـ يفتِني فـ ليأتِ بِـِ بُرهانه
وارفُ الحُزنِ
مُمتلئُ حُرقةً وألما
مسافرٌ
مُهاجرٌ
كـ سربٍ من الغربان
والنبض ينعقُ كـ نذيرِ
شؤمٍ
بأن رذاذ المطرِ
قد أرتحل
وحلَّ حفلُ الجفاف
أعينٍ باكيه تكسوها
حُمرةً كـ عقدِ مَرجان
والأوجانَ مني
كـ هرمٍ تتلوَّى
التجاعيدُ منه كـ وشمٍ
يُسقطُ الدمع كـ الرُبى
حتى يجعلني أتأدب
كـ دأبِ طفلٍ
يحبوا ويتعثر
إلى أن يصِل
صدرَ بوحهِ
يصرُخُ باكياً
وفي قلبه حُرقه
تُلقى عليه تعويذةَ
الصمت فيبتسِمُ
ضاحكاً مُستبشراً
حتى يقطف السرور
من نهدِ السماء
ويُطَأطأَ الحزنُ
رأسهِ مُعتذراً
بقلمي
غسان يوسف