زهرة الرافدين
بقلم الشاعر أدريس العمراني
أينك يا حضارة الرافدين ؟؟؟
بك كان يضرب المثل
أين خرير دجلة و الفرات؟؟؟
عليهما تبكي المقل
من أجلك أصلي اليوم
يا حضارة بابل
من أجل من عذبوا في المعاقل
من أجل كل شهيد و مناضل
من أجل الدم السائل
من اجل القتيل وقسوة القاتل
وما تبقى من الخيام و المنازل
يا تاج الشعراء في كل المحافل
في عز الليل توقظني الجراح
من سباتي العميق
تسرق من شفتي السؤال
عن أرض الكرامة و الأبطال
و الدم الغالي المهدور
في السهول و الجبال
تسألني عن كوكب عريق
ضاعت فيه كل الأسماء
عن مهد الحضارات و الأنبياء
عن وطن
يموت في حضنه الأشقاء
غاب عني الجواب لكن
بين الصفحات البيضاء
انسلت زهرة ببسمة غراء
مسقية بدم الشهداء
بلسان حالها تحكي و تقول
مهما طال الحال و ضاق
ستعود البسمة يا عراق
و يعود لدجلة ماؤها الرقراق
و للفرات زرقته و لونه البراق
سترفع رايات النصر
في كل حي و زقاق
سينتهي جرح الشقاق و النفاق
و تعود الطيور المهاجرة
لتعانق الأشجار و الأوكار
ستنفض عن جناحيها
ريش الظلم و الانكسار
و يختفي عهد الاستبداد و الحصار
و من الركام سنبني ألف جدار
فلن تضيع أرض
مسقية بدم الشهداء الأبرار
مهما خان خائن أو جار
ادريس العمراني