ياعراق...البسيط
بقلم الشاعر سعدي الشنون
في كلّ يومٍ لنا بلوى لتفجِعنا
فالموت يرقبنا يختار ما يصِلُ
هذي شباب البلادالغرّ قد فُنِيَت
إذ فجّرتها نفوسٌ عافها الخجلُ
ياربّنا طالما ضاقت بنا السُبلُ
وطالما بيننا الظِرْبان والجُعَلُ
تعطّلتْ بئرَ ما كانت لنا سبباً
الى البقاء فمنها الظِرْبُ ينتهلُ
فلا المياهُ التي قد عزَّ موردها
تصفو ولم يرتحل ضرباننا الوَهِلُ
أيا عراقاً بلاد الماء والعطشِ
وبعض جوعٌ رمانا في الردى نُزُلُ
رُحماك ربّي فقد جار الزمان بنا
فأنقضّ يَخمشُنا قُلٌّ بنا ضحِلُ
قد كان يحلم أن يبقى يجاورنا
حتى تمكن منّا غادرٌ نذِلُ
فلم نعي الدرسَ ما كنّا له نُجُباً
فأدركَتنا يدٌ للمدّعي الخَطِلُ
قد عاث في ارضنا شتّى مفاسده
لم يتّعظْ أنّهُ لا بدّ مرتحلُ
من كان يخدعنا قد صار يُتعبُنا
وعّاظُ سلْطتنا أمْضوا بنا الحيَلُ
صرنا تَجاذَبُنا الأيامُ في عَبَثٍ
لانستطيعُ لها حولا ولا قِبَلُ
الجوعُ يَنهشُنا والسُقْمُ والألمُ
والشُّحُ يقتُلُنا كُثْرٌ لنا قُتِلوا
أدواءنا ليس من طِبٍّ ليمنعها
تكالبت حولنا واليأس مُعتمِلُ
ترأرأت أعيُنٌ لا تشتكي مرضاً
لكن هول الأذى أفشى بها حَوَلُ
إنّ الأسى أيها الشجعان والخطلُ
مكثاً على الجورِ مالايقبل الرجُلُ
هيّا الى نصرنا من دونما وجلٌ
لا يخسر النصرَ إلّا الخائف الوجِلُ
سعدي الشنون