بقلم الشاعر هادي صابر عبيد
سألتُ الزمان عما يشغلُ البال
ما نلتُ من الدُنيا إلا الإهمال
.
ما نفعت العُلماء بالجهلةِ الجدال
أدنا الزمان ذو العلم وأعلى الجُهال
.
تاهت العقول في دُنيا الكمال
كراعٍ بِلا قطيعٍ يرعى الآمال
.
تاهت الناس بين النور والضلال
بدلت الحصيف بصاحب المال
.
اعتلت الجهلة الدين طمعا واستغلال
وبدلت الحكمة بزيف العلم والأفعال
.
كُلٌ يدعي أبوهُ أو جدهُ شيخٌ متعال
ولهُ كرامات ومع الله وصال
.
وبجهل الناس صدقوا ما يُقال
ومن الحاجةِ الكثيرُ عليهم إقبال
.
ادعت شياطين البشر الدين نوال
ويختص بِهِ الله خير الأنسال
.
ما نفع بالجهل بغير علمٍ مرسال
وما جنت الناس منهُم إلا الإذلال
.
باتت الزعامات لذووا الأرذال
عصابات تُنادي لجمع الأموال
.
وما فرقوا بين الحرام والحلال
امتهنوا القتال بحجة قِتال الضلال
.
ولم يستوي عالم الدين والجُند قتال
استعانوا بدلا عن كلام الله النصال
.
احتلوا التجارة يتلاعبون بالمكيال
ولم يتركوا لأهل الخير والعلمِ منال
.
وإذا ما جادلهُم مُحقٌ باتوا لهُ نزال
وباسم الدين تُضرب الناس بالنعال
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
.