رائحة الخبز ...
بقلم الشاعر عبد القادر صيبغة
أخرجَ من جيبهِ آخرَ قطعةَ نقودٍ منْ فئةِ خمسمائة ليرة . لم يكن يملك غيرها .أخذ يفكر ماذا سيشتري بها وهي لاتكفي لشيء فكر بأن يشتري بها خبزاً فقط فأولاده الخمسة باتوا بلا عشاء في الليلة الماضية لعدم توفر الخبز . كانت الريح قوية وهو منكسرُ الروحِ والجسد . كان يمسك بالورقة النقدية بيدين أتعبهما ثقل الصبر . وتعلمتا إرتجاف الفقر . هبت ريح قوية أخذت من بين يديه الورقة وطارت بها بعيداً. لحقها بكل قوتهِ . وأخذ يقفزُ فوقَ بسطاتِ الباعة ويدفع الناس وعيناه معلقتان بالورقة النقدية .بدأت الناس تضحك عليه ومنهم من صاح به أيها المجنون .. قفز سريعاً قفزة كأنه لاعب جمباز حين طارت إلى الشارع المزدحم بالسيارات المسرعة .. قفز و أمسك بها وإذ بسيارة تدهسه وتطرحه ارضاً بلا حراك . تجمهرت الناس حول جثة هامدة . وبدؤوا بضربون يداً بيد . رؤوا على وجهه إبتسامة وفي عينيه دمعة .ويقول الناس مندهشين أن رائحة الخبز ملأت المكان .
( عبد القادر صيبعة )