صُدفة
بقلم الشاعرة ربيعة الرحالي رونارد
هذه أنت
جميلَةٌ كما عَهِدُتك
وهذا أنا
بقايَا رجلٍ أظناهُ الهوى
يدَاكِ ترتعشَانِ كأولِ يوم
وقلبِي يرجُف من فرحته كأوَّل يومٍ
سنين عِجافٍ بين ذاكَ وهذا اليَوم
وقلبَينٍ رفضَا الحياةَ بينَ ذاكَ وهذا اليَوم
صدفةٌ أهدانَا إيّاها القدرُ
وما أَجمل من صدفةٍ وأبهاهٌ من قَدرٍ
في نفس المَكان بِلا وعد ولا موعِدُ
بنفسِ الشوقِ وكأنَّنا على موعِدٍ
بلا كلمَاتٍ نَطقتِ العيونٌ
وهل تعبِّر الكلمات على شوقِ العيٌون
بين لمسةِ يدٍ ونظرَاتٍ
قال القلْب ما بِهِ من عَبَراتٍ
كأنَّ الزَّمنُ توقّفَ بُرْهةً
وكأنَّ الأمسَ ماَ ولَّى في فُرقةٍ
وكأَنّ القمَرَ ما أَفِل ذرَّةً
وكأن الشَباب ما ولَّى بِمُرَّةٍ
كفِّي يحتضن بلُطفٍ يَدكِ
وعَينَيَّ تغرَقُ في بحْرِ الهوى في عيْنَيكِ
لا وجودَ لغيرِنا في مَقامِنا
ولا اعْتبارًا لمن لَم يَرُقهُ لِقائَنا
آدَمٌ وحَوّاء طُردا منْ جنَّةِ خُلدٍ
ونَحن في جَنةِ خُلدِنا أُبدْنا
لا تَنظري حَولَكِ واغرٌبي عن الوجودِ
وعيشِي لحظَةً لن يعيشها سوانا
مامينا
بقلمي;ربيعة الرحالي رونارد