بقلم الشاعر سعدي شنون
شجاعة..البذل والعطاء
كن رائعا سنكونُ نحن الأروعا
ومعاً بدَرْبِ السالفين يدٌ معا
نسمو يرافقُنا سنا أخلاقُنا
ماأروعَ العيشُ الفضيل وأمتعا
سنَظَلُّ في دأبٍ تحِنٌ نفوسنا
وتهِفُّ أفئدةٌ لمَجدٍ ضُيِّعا
فأربأ بنفسِكَ عن دنيّ المبتغى
وأبحث على ماتعتليه فَتُرْفَعا
ولتَبْتدِئ إنْ رمتَ مجداً راسِخاً
بمرؤةٍ فهْيَ السبيل الأنجعا
إني رأيت المجدَ في بذلِ الفتى
يعلوُ عُلُوَّ السيفُ لو وُضِعا معا
هذي الكرامة إنما شرفٌ سما
لا يزدهي إلّا بصدرِ الأشجعا
وكذا العطاء لمن أرادَ كرامةً
يكفيه بذلٌ باذخٌ أن يسطعا
هذي الحياة فإنّني أيقنتها
تنقادُ ذُلاً في أيادٍ خُشَّعا
إنّ الشجاعة قد غدت سمتا لمن
يمضي على دربِ الكرامِ تواضعا
فتخَيّروا من ذي الحياة طهورها
وتجنَّبوا الغَثَّ الذي قد يلذعا
ياصاحبي إنّ الشعوبَ إذا سمت
فلقد مشت في دربِ صدقٍ ناصعا
وذرَتْ أمورا للتخلُّفِ خلفها
وتطاولت نحو النجوم اللمّعا
وتنافس الشعب الكدود مكافحاً
يرجو رُقِيّاً للعُلى أن يطلعا
لم يألُ جَهْدا في البناء مُنافحا
حيثُ أبتَدا بالنَشْأِ اولَ ما سعى
ثمّ إنبرى كيما يُعيدَ من القِيَمْ
ماقد تهَدّمَ في النفوسِ ويُرجِعا
فأنهجْ طريقا مثله ياشعبنا
وأختر لدربك قائدا متدرّعا
يمضي بنا لكرامةٍ نسمو بها
للفخر في شممٍ ودون تذرُّعا
وليقتطع للسارقين أكفّهُم
ويعيدُ للإنسان عزّاً ضائعا
هل ياترى تبقى البلاد يسوسها
قُلٌ قليل الحظِّ مخادعا
يخبو بريقُ النصرِ في جنباتها
وهي التي كانت كبَدرٍ ساطعا
لابُدّ من بطلٍ سيُنهِضه الأسى
فيصول صولته الغُلام الأنزعا
فيُذيق من قد إدّعى ليسوئنا
سوء العذاب وسوء ماقد إدّعى
سعدي الشنون