أنا وَأَنت
بقبم الشاعرة ربيعة الرحالي رونارد
حرفٌ وقِرطاسٌ
حِبرٌ وقلَمٌ
وعبرَاتٍ تتلاَطمُ بينَ أضْلُعناَ
أمسٌ ولّى
فَجٌر يأبىَ البزُوغَ
ليلٌ قاتمٌ من ليَالي تِشرينَ
صوتُ الرّيحِ تُنذرُ
بِقربِ عاصِفةٍ بلا اسمٍ
كماَ العوَاصِفِ التيّ مرّتْ
لكِن هلْ ستَمرّ
بُخاٌر يتَعالَى كُلّما حَاولتُ الكَلام
وكلامٌ لا يجدُ طرِيقهُ للخُروجِ
شهيقُ وزَفيرٌ وليلٌ طوِيل
وقِرطاسٌ وقلمٌ وحرفٌ عَليل
وألمٌ زلزَلَ الكيّانَ وأتْعبَ الرّوح
اسمُكَ يتردَّدُ كنَشازِ لحنٍ يتِيم
ينْدُبُ صُبحاً كان أَجلُه قصِير
وقومٌ اجتَمع حَولَ المجْهُول
كلامٌ منمَّقٌ مَدهُون
عِشقٌ كاذِبٌ و مصيرٌ محمُوم
وحَلقاتٍ تلفُّ بينَ هداَ وذَاك
كُسرَ وسَطُها منْ شكٍّ وظُنُون
مرَاسيلٌ ذَهبتْ إلى غيرِ أهْلِها
مرَاسيلٌ ما وَصلتْ إلى أهلِها
مراسيلٌ كُتبَت الآفَ المرَّاتِ
لكنَّ الحَذْفَ أبادَها وتاهَت
بينَ هذَا وهذَا وذَاك
ونحْنُ في غَفلةٍ من أَمرِنا
نُزيِّنُ الكَلامَ لبَعضِنا
نوهِمُ بالآمَالِ بعضَنا
نَنامُ معَ حُلمٍ
زوّقنَاهُ وفصّلناهُ علىَ مقاسِناَ
ونَستفيقُ وكلٌّ منّا في يمِّهِ
يكتُبُ حرُوفا بِلا أيِّ مَعْني
نقْرأُها أنَا وأنتَ وهوَّ
نرَى فيهَا أنفسَناَ
نفَسِّرُها على هوَانا
ونُفصّلُها ثوباً على مَقاسِنا
لكنَّه مَا غطَّى يوماً أجسَادَنا
تمُرّ الأَيامُ ونحْنُ في أمَاكِنِنا
نقرأُ حرفاً
نكتبُ حرفاً
ويَبقَى قولُنا حبِيسَ قرَاطيسِناَ
ونَبقَى أنَا وأَنت وأمَلَ لِقَائِنَأ
مامينا
بقلمي: ربيعة الرحالي رةنارد