رحلة الوداع
بقلم الشاعر مروان خلوف
كانوا صغارا
تفرحهم صغار الأمور
ينامون فوق أحلامهم
حذاء جديد
وثياب العيد
لا شيئ يعكر صفوهم
كأنهم وضعوا السعادة
نصب أعينهم
رياء كانوا يبكون
فقد عرفوا أن يدا
لا بد تمتد
تمسح دموعهم
و تباركهم
سبقتهم أحلامهم
مشت بعيدا أمامهم
ما عادت أراجيح العيد
تعنيهم
ولا سهرات أرض الديار
فوق حصيرة القش
و على ضوء القمر
ولا حكايا أمي
عن الغولة اللئيمة
إذاما أرادت
أن تحتضنهم
ركبوا القمر
تقزمت الأشياء
حولهم
وضعوا حكايا أمي
التي ما زالت متكئة
على الحصيرة
ساخرة من الغولة
تضمهم بحنو
في حقيبة النسيان
تلبد الغبار
فوق ثياب العيد
المعلقة خلف الذكريات
تبلد الفرح
شهاب رمى أحلامهم
تطايرت الأفراح
المكدسة في جيوبهم
وهي تهوي
نسوا ألا جيوب
في رحلتهم الأخيرة
و على جواز عبورهم كتب:
ممنوعة من السفر.
بقلمي مروان خلوف