سأرتحل..
بقلم الشاعر سعدي الشنون
في لحظةٍ قدسية منسيّة
جالت وفي صدري تمور قضيّة
موْرا لتطحن في الضلوع
لا بد لي أن أرتحل
لا أنتوي أبدا رجوع
ولأنني ايقنت دربي موصدا
لا بدّ لي ان ارتحل
فمع الضياء المنبثق
ومع الطلوع أشدُّ عزيمتي
وسأنطلق
نحو الذرى
لأرى شموسا تندلق
من ناظري مثل الدموع
رقراقة إذ تحترق
في مقلتي المستنفرة
فرحانة مستبشرة
وكأنه عيدٌ يمر بلا شموع
لا لا لقد قرّرت إني ارتحل
لابد لي أن ارتحل
وسأمتطي سحب الغمام
وأمتطي جنح الظلام
ويحفّني ليلا حمام
سربا مهاجر من حمام
وتنثُّ في وجهي شذاها غيمةٌ
من ياسمين
وعلى جبينٍ وارف كي يبتهل
متضرّعاً نحو السماء
سأغالب التهطال من
فيض الدموع لأنني
لا بد لي أن أرتحل
صوت العويل يهُزّني
ونشيجُ أمي ياأخي
سيَشُدَّني نحو البقاء فأرتعب
من فكرة حمقاء أخرى للفناء
فلقد لممت مشاعري
وكرامتي فوق الرصيف المكتئب
ولأنني أيقنت دربي موصدا
وشهادتي وتخرّجي
وسنين عمري الضائعة
صارت جميعا تحت رجلي كالهباء
حُلُما تقَضّى مائتا
وبلا عزاء
وكما تقضّت امنياتي الرائعة
وغدت امانينا هواء
بأياد لصٍ إمّعة
قررت أنّي أرتحل
متوجّها نحو السماء
مستعطفا ..
كلي عيونٌ دامعة
دفقٌ كبيرٌ من رجاء
كرجاء نفسٍ جازعة
اوَ ليس ثمة من خلاص
مثل النكوص الى السماء
نشكو الإله من العدم
بتوسلات خاشعة
ياربّنا يعلو النداء
فيجيءُ لي رجْعُ الصدى
ياربّنا فيُعيدها
ياربّنا
فلقد تولّى أمرنا
لصٌّ غريبٌ إمَّعَة...
سعدي الشنون