( أوجاع الفقر )
بقلم د.جاسم الطائي
يصول في الروح هذا الفقر سِكّينا
ويلهم الجرحَ ما يدمي مآقينا
فننفقَ العمرَ مبذولا لسائله
وسائل الخبزِ قد أمضاهُ مسكينا
حتى نرى الدار رسما دونما أثرٍ
ولوعة الرسم ما عادت تجافينا
فأول الخطوِ آثارٌ كآخرها
وقد عدمنا على الآثارِ حادينا
ونسألُ الله ينجي الروح من ضنكٍ
فغيره ما عهدنا أنْ سيغنينا
وأننا بجناح اليأس طائرنا
كم أسقط اليأسُ أشرافاً عرانينا
نبلي من الفقر ثوب البؤس في وجلٍ
حتى لنبصرُ يوما فيه ترمينا
هذي الليالي تجلّى في قساوتِها
ولات يبزغُ فجرٌ من أمانينا
أنتَ الغنيُّ وشكوانا تؤرقنا
وأنت تبصرُ ما عنها وما فينا
حتى رمَت بحُمَيّا كأسها غضباً
وغضبةُ الآهِ صرخاتٌ تداوينا
وليس ينقصُ هذا الداءُ عفتنا
فمن سيرحمُ ما أضنى بواقينا
ومن سيروي ببعض الصدق قصتنا
إن عاتبتهُ حروف البؤس من فينا
------
د٠جاسم الطائي